الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم أوفق في دراسة ولا وظيفة رغم دعائي، فهل من نصيحة؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شابة، عمري 23 سنة؛ تخرجت من قسم اللغة الإنجليزية بتقدير ممتاز، لكني دخلت التخصص دون هدف واضح، أو حتى شغف، بعد التخرج عملت في التدريس الخصوصي براتب قليل جدًا لا يتجاوز 50$، ثم توقفت، وبحثت عن عمل في المنظمات واستدعوني ليومين فقط، ثم قاموا بتوظيف طلاب آخرين بالواسطة، ثم عملت في كتابة الأسئلة لأحد المواقع التعليمية براتب 20 $، ثم تعبت من ذلك وتوقفت.

كان لدي شغف كبير لدراسة الماجستير في اللغة العربية، لكن أيضًا لم أستمر في ذلك بسبب دراستي لسوق العمل والبطالة؛ ولأنه تخصص غير مطلوب في بلدي، ثم دخلت في مرحلة حزن شديد، حتى فتح لي الله بابًا جديدًا لدراسة الدبلوم في تصميم الجرافيك في تركيا؛ ذهبت للجامعة، وأنهيت الإجراءات، لكن بسبب تدهور حالة أهلي المادية، لم أُكمل؛ وعدت من جديد إلى بلدي حزينة.

أدعو الله كثيرًا، وأستغفر كثيرًا، وأعلم يقيناً بأن الرزق بيده، أقوم الليل، وأقرأ سورة البقرة بشكل شبه يوميّ، حتى أنني طوال جلوسي في الطيارة قرأتها، ودعوت الله التيسير، لكن منذ هبوطي بالمطار، لم أر التيسير؛ فقد أضعنا الحقائب، وبصعوبة وجدنا الفندق، وأشياء أخرى. عدتُ للأردن مراعيًة حالة أهلي المادية.

أشعر بالحزن الشديد من أحداث حياتي، أقرأ قصص العديد من الناس ممن استجاب الله لهم فورًا بعد التزامهم بالاستغفار والذكر؛ ما سبب هذا الذي يحدث معي؟ علمًا أني على خير، لا أؤذي أحدًا، ولا أغتاب، دائمة التفاؤل واليقين، محافظة على صلواتي.

أريد إجابةً من فضلكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Duha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نحن سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وبخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه:

• بدايةً أنصحك -أختي الفاضلة- بأن يكون قلبك متعلِّقًا بالله تعالى وحده، وأن تعلمي أن كل ما يجري في الكون فإنما يجري وفق أقدار الله، وأنه لا يمكن لأحد كائناً من كان أن يغير قدر الله أبداً، وأنه لا يقع في ملك الله إلا ما أراده الله، فاطمئني ولا تشغلي بالكِ بهذا الأمر.

• عدم تيسر كثير من الوظائف أو ذهابها بسبب الوساطات، لا يعني تماماً أن الله لا يحب العبد.

• كوني مطمئنة بالله عز وجل، وأن ما يختاره لكِ هو الخير، سواء بالقبول في وظيفة أوعدم القبول فيها، (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون).

• ما كان منكِ من طاعة لله، فلا تطلبي من الله المقايضة عليها، وإنما أنتِ تحرصين على تلاوة القرآن والاستغفار من أجل الله، وطلب مرضاته، ثم من ثمرات هذه الطاعات جلب الرزق والخير لك، فلا يصح أن تربطي عباداتكِ بما يمن الله به عليكِ من الرزق، وكأنكِ تقولين: يجب على الله تعالى بما أني أعبده أن يعطيني ويعطيني وألا يحرمني.

• يبتلي الله عباده بالفقر والغنى، لينظر سبحانه هل يصبر الفقير ويرضى عن الله، وينظر هل يشكر الغني، ويعرف حق الله تعالى.

• استمري في الحرص على الأسباب الجالبة للرزق -بإذن الله- والفاتحة للخير على العبد، والتي منها: لزوم تقوى الله، وكثرة الاستغفار، وصلة الرحم، والصدقة، والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وشكر الله على القليل والكثير، وكثرة الأذكار، ودعاء الله على كل الأحوال، وحسن التوكل على الله عز وجل.

• لا تقارني نفسك بالآخرين ممن استجيب لهم، أو فُتح عليهم بالرزق في وقت مبكر؛ فإن لكل أجل كتاب، ووقت مقدر ومحدد، ويستجاب لأحدكم ما لم يتعجل.

أسأل الله أن يحفظك، ويصلح حالك وبالك، ويفتح لك ولأهلك أبواب الرزق من حيث لا تحتسبون، وأن يرزقكم بغير حساب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً