السؤال
السلام عليكم.
أنا طالبة في مرحلة الثانوية، هذه سنتي الثانية، لأني قررت الإعادة؛ وذلك بحكم أني لا أحب تخصصي الجامعي، وأطمح لدراسة الطب، بدأت أجتهد في دراستي، ولكن -للأسف- لا شيء ينفع معي؛ لأني أجتهد لبعض الوقت، ثم تفتر إرادتي، ولا أنجز شيئاً، وأضيع الأيام دون أن أدرس، وليس هذا فقط، بل وأرتكب الحرام، أقطع صلاتي، وأسمع الأغاني، وأكذب، وقد شاهدت أيضاً مناظر لا ترضي الله، وأقسم أني ما كنت هكذا أبداً، بل كنت قريبة من ربي لدرجة الشعور بأن الله أمامي، لدرجة أن أشد المصائب التي حلت بي كنت راضية ومطمئنة.
لا أعرف كيف حدث هذا معي! وكيف وصلت إلى هذا الحال! أشعر بأني فشلت في كل شيء: دراستي، وعلاقتي مع ربي. أكره نفسي، فأنا الفتاة التي كانت متفوقة دراسياً، ومرضية لله ووالدّيها، ينتهي بها المطاف هكذا، هذه الفتاة التي كان ُيضرب المثل بها، بذكائها وأخلاقها، هكذا يكون حالها! والله أني محطمة من داخلي.
علماً أني أتوب ثم أرجع إلى أفعالي الشنيعة، ويستمر حالي على هذا المنوال، أنا الآن والداي راضيان عني، لكن والدي أشعر بأنه حزين بسببي؛ لأني لم أحصل على المعدل الذي أستحقه؛ بسبب تضييع السنة الماضية، وهو لا يظهر ذلك لي، لكن أشعر ذلك من تصرفاته.
أنا الآن أحاول، والله إني أحاول كل يوم، كل يوم أبدأ بداية صحيحة، ولكن ينتهي يومي بعدم الإنجاز، والشعور بأن ربي لم يرد لي التوفيق -أستغفر الله- الحزن طوقني من كل ناحية.
للتوضيح أكثر، وكيف يجري يومي، غالباً أستيقظ الفجر أصلي، أقرأ القرآن، ثم أدرس إلى صلاة الظهر، ومن هنا وفي هذا الوقت، يبدأ تضييع الوقت!