الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعرف على مخطوبتني وأنا لا يحق لي الخروج معها؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب وأريد أن أتزوج، لذلك بحثت في هذا الموضوع، ووجدت أن بعد الخطبة لا يحق لي أن أتكلم مع خطيبتي، أو أخرج معها بدون محرم من محارمها، فهل هذا صحيح؟ فإذا كان كذلك فكيف سأتعرف عليها وعلى شخصيتها؟ وهل من الممكن أن نقوم بالعقد لكي يحق لي الخروج معها بدون أن أمسها أو غير ذلك، حتى نقوم بالزواج؟ وإذا كان يوجد مقال حول تفاصيل الخطبة والعقد والزواج أحيلوني عليه.

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Omar حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

أخي: سؤالك بداية الطريق الصحيح للزواج السعيد -بعون الله تعالى-، فما أسعد الشاب الذي يبدأ حياته الزوجية بالسؤال عن ما يجوز وما لا يجوز، وما يحل وما لا يحل؛ فهذه هي القاعدة الصلبة القوية للبناء السليم، بإذن الله.

أخي: الخطبة لا تعني إلا مجرد الوعد بالزواج، ولا يترتب عليها أحكام تجيز لك ما لا تجيزه للأجنبي، لأنك أجنبي عنها، فلا يجوز لك الخلوة بها، ولا الحديث معها إلا في حضرة محارمها أو أحدهم، وبعد إذن وليها، ويمكنك أن تتعرف على ما تريده منها في اللقاء معها في بيتها، أو عن طريق النساء (أمك- أختك- أحد محارمك)، أو عن طريق مكالمة بعد إذن وليها، على أن يراعى ما يلي:
1- أن يكون الحديث على قدر الحاجة، لا للتسلية ولا لمجرد الحديث، بل أسئلة محددة تود معرفتها.
2- أن يكون بإذن وليها.
3- أن لا تخضع المرأة بالقول، أو تجاوز الحد المسموح به شرعاً في الحديث مع الأجانب، قال تعالى: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا} [الأحزاب: 32]
4- ألا يحرك الحديث شهوة، فإن حدثت الشهوة فقد وجب التوقف عن الحديث.

وعليه: فالخروج معها لا يجوز شرعاً، ولو تمت الخطبة، وبالنسبة للعقد الشرعي: اعلم -بارك الله فيك- أن العقد الشرعي عليها يبيح لك الخلوة بها والخروج معها، والحديث إليها، مع المحافظة على الأعراف القائمة في كل بلدة، فالأعراف أخي مُحَكَّمَة، وعليك ألا تتجاوزها.

نحن نهيب بك -أخي- أن تبدأ حياة الحلال بما أحل الله، واعلم أن بنياناً قواعده من حرام أو من شبهة، هي قواعد هشة، لا تثبت أمام أعاصير الحياة، فانتبه -رعاك الله-، وأحسن الاختيار، واجعل الاختيار قائماً على الدين والخلق، ثم بعد الدين والخلق لا بأس أن تشترط ما شئت من الشروط كالجمال وغيره، المهم أن يكون الدين والخلق هو الأساس المرعي.

كما ننبهك -أخي- إلى أنك لن تجد في امرأة واحدة كل ما تريد، والمرأة كذلك لن تجد في رجل واحد كل ما تريده، ولذلك عليك بالنظر إلى الأساس وهو الدين والخلق، ثم بعد ذلك بالنظر إلى مجموع الصفات المؤهلة للزواج منها، ولا تنس الاستخارة قبل أي فعل.

نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير، إنه جواد كريم، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً