الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع زوجتي التي تصدني عن صلاة الجماعة بأسباب واهية؟

السؤال

السلام عليكم

أعيش في بلاد الغربة، لدي أربعة أطفال -ولله الحمد-، أصبر على زوجتي، وقد وصل الأمر بها أن تمنعني من الصلاة في المسجد بغرض يمكنها هي فعله، كإطعام الأطفال، فهل أصبر على ذلك، أم أذهب لصلاة الجماعة؟ حيث يمكن أن يؤدي الحال إلى هدم البيت كما هي تهددني؟ أرجو أن تفيدوني.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أخ في الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نحن سعداء بتواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه.

ما يتعلق بما تذكره لنا، فأجيبك من خلال الأمور الآتي:

بداية: هناك بعض الأمور غير واضحة، هل الزوجة مسلمة أم لا؟ لماذا تمنعك من الصلاة في المسجد؟ هل هي صورة من صور التسلط، أم خوف عليك من شيء معين؟ لماذا تتعامل بهذه الطريقة معك؟ هل هي القائمة على البيت ونفقاته؟

بالعموم -أخي الكريم-: الحياة الزوجية هي حياة تكاملية، يكمل كل واحد من الزوجين الآخر، حتى تستقيم الأمور، وتستقر الحياة، ويهنأ الجميع بالسعادة والراحة في حياتهم.

المحافظة على كيان الأسرة واستمرارها، والمحافظة على الأبناء وتربيتهم في ظل والديهم، حاجة فطرية، ومطلب شرعي يسعى العبد لتحقيقه، وفيه مصالح كبيرة للزوجين وللأبناء، خاصة في بلاد الغرب، وما فيها من التحديات.

ما ذكرته من منع زوجتك لك من حضور صلاة الجماعة في المسجد، من أجل مصلحة القيام على الأبناء، فالأمر يحتاج منك إلى تسديد ومقاربة بقدر المستطاع، ففي الأوقات التي يمكنك الذَّهاب إلى المسجد، فلا تتأخر عن الذَّهاب، وما دون ذلك فصلِّ في البيت، والله المستعان.

أشير عليك -أخي الكريم- بالاهتمام بالجانب الإيماني في بيتك، سواء بحضورك وأهلك مجالس علم، أو بعض المحاضرات في المراكز الإسلامية القريبة منكم، أو يكون ببرنامج إيماني يقدم في البيت من خلال جلسات تدبر للقرآن، أو سماع بعض مقاطع للدعاة والعلماء، وقراءة في بعض كتب الحديث، مثل رياض الصالحين للإمام النووي، والترغيب والترهيب للمنذري، أو غيرها من الإيمانيات.

احرص على توفير بيئة أو صحبة صالحة لزوجتك، تعينها على الخير والطاعة، واحرص وأهلك على الصلاة وأدائها في وقتها، وعليك الإكثار من دعاء الله عز وجل، والتعلق به وحده تبارك وتعالى.

أسأل الله أن يحفظك، ويصلح لك حالك وبالك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً