الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي تريد السكن وحدها بسبب زيارة أطفال أخي!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي بدأت ليلة الدخلة، حيث تدخلت أم زوجتي وأختها بيننا، وخشيت أن يحصل انهيار عصبي، ولكن -الحمد لله- سامحتهم، ومرت الأيام، وككل الأزواج توجد مناقشات، وبدأت زوجتي تريد أن تسكن وحدها، علماً بأني أسكن أنا وأمي، وأمي مريضة بضغط الدم، وزوجتي تريد أن تسكن وحدها؛ لأنها لا تريد أولاد أخي أن يأتوا عندها، فقلت لها: اصبري لآخر السنة، و-إن شاء الله- سأحقق لك مطلبك بسكن وحدك، لكنها رفضت، وقالت لي: لا يأتي أولاد أخيك، أو لا بد أن يأتوا في وقت معين، ولمدة محددة.

علماً بأن أمي هي من تقوم ب 70% من شغل المنزل، وزوجتي تتحجج بالحمل والتعب، ماذا أفعل؟ زوجتي ذهبت عند أهلها وأغلقت هاتفها. تريدني أن أقول لأمي: لا تأتي بالأطفال.

السؤال الثاني: تفاهمنا قبل الزواج أن تلبس زوجتي الحجاب الشرعي، ولكن كل مرة تقول: اصبر علي -إن شاء الله- أرتديه، وأصبحت تخرج من المنزل متبرجة، وفي كامل زينتها، وأنا لا تقابلني إلا بالشعر "المشكرد"، ولا تستحم إلا مرة في الأسبوع.

لما واجهتها بالأمر قالت لي: إنها لا تضع كثيراً من مساحيق التجميل، وبأنها ليست عجوزاً؛ وأنها مريضة بالحمل.

ماذا أفعل؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهدي زوجتك لأحسن الأخلاق والأعمال، وأن يصلح لنا ولكم الأحوال.

أولاً: ندعوك إلى تهدئة الأمور، طالما كانت الزوجة حاملاً في هذه الأيام، حتى تخرج ما في بطنها؛ لأن هذه التوترات تنعكس سلباً على هذا الجنين الذي في بطنها، وأرجو أن تتعامل مع الوضع بحكمة، ولا تفرط في الوالدة ولا تقصر في خدمتها، ولا تبتعد عنها، وفي نفس الوقت لا تظلم زوجتك، ولا تقصر في حقها.

الشريعة الإسلامية التي تأمرك ببر الوالدة والمبالغة في إكرامها والإحسان إليها، هي الشريعة التي تدعوك إلى أن تعطي الزوجة حقها وتتجنب ظلمها، ولا تعاقب هذه الزوجة بما حصل من أهلها، فإنه كما قال تعالى: (ولا تزر وازرة وزر أخرى)، وإذا ذكرك الشيطان بالسلبيات التي عند زوجتك فتذكر ما فيها من إيجابيات، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر).

نحب أن نؤكد أن ظروف الحمل خاصة في بداياته في أول مرة تحمل فيها الزوجة قد تواجهها الكثير من الصعوبات، صعوبات الخروج من أهلها، صعوبات الوحم، الأتعاب التي تأتيها، ما يحصل منها من نفور، هذه كلها أمور تحتاج من الرجل أن يتحمل ويتفهم هذا الظرف.

في نفس الوقت ندعوك إلى أن تكرم الوالدة، وحاول دائماً أن تنقل الكلام الجميل بين الزوجة وبين الوالدة، فلا تنقل الكلام السالب، ولا تكثر من الحديث عن أنها لا ترغب في الجلوس معهم، والسكن معهم، وتعامل بالحكمة مع هؤلاء الأطفال الذين يأتون ليزعجوا، ولا تقل هي لا تريدكم، ولكن قل: هي مريضة، هي تحتاج للراحة، المهم الحكمة مطلوبة، لأنهم إذا أدركوا أنها لا تريد هؤلاء فستزيد مساحات العداء بالنسبة لها.

أعتقد أنك بحاجة إلى أن تتعامل مع الموضوع بطريقة هادئة، وتنصحها في المخالفات الشرعية مثل خروجها متبرجة بكامل زينتها، وإذا كانت تقول: -اصبر علي- فشجعها، وبين لها أن الإنسان لا يدري متى ينتقل من هذه الدنيا، فلا بد أن تهتم بسترها وحجابها، والمحافظة على بيتها.

إذا كان للمرأة زينة فإن الزينة للزوج، بل أجمل ما عندها من سحر وجمال وزينة وديكور ينبغي أن يكون للزوج، وأنت أيضاً إذا تزينت لك فامدحها، وكونها تقول: أنا لست عجوزاً أو كذا، فدائماً المرأة تمدح، وإذا مدحها الزوج حال تزينها فإنها تزداد وتسير في هذا الاتجاه، فإذا تزينت لك فامدح ما عندها من زينة وسيأتيك المزيد، بعون الله تبارك وتعالى.

بين لها أنك أيضاً لا ترضى أن يسبب لها الأطفال الإزعاج، ولكن عليها أن تدرك أن التحكم في الصغار من الأمور الصعبة، وأنتم اتخذوا من الإجراءات ما تيسر، كاتخاذ باب للحجرة أو دعوة الأطفال المجيء في أوقات معينة، كما طلبت، كل ذلك من الحلول المتاحة.

نتمنى أن يكون الحل على يديك؛ حتى لا يشعروا أنها لا تحب أطفالهم، أو أنها لا تريد الوالدة، أو أنها ترغب في الانتقال؛ لأن مثل هذه الأمور إذا بلغت النساء فإن العداء يشتد، والتحريض يشتد، وهذا ما لا نريده لكم.

نسأل الله أن يعينك على الصبر، ولا تستعجل في هذه الأمور، ونحن نكرر الترحيب بك، ونتمنى أن نتابع الوضع معك، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً