السؤال
بسم الله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، أما بعد:
فإني قد تعبت وكللت ومللت وسئمت فيما أفعل، مشكلتي يا إخواني هي أمي وأبي، وذلك في منبع الحنان والعطاء، هما اللذان أحبهما ويحبانني، ولكن لا يفهمانني، وخصوصاً لأن لكل منهما طبعه الخاص وغروره الأبوي وتيه السلطة، وكما أني أنا الولد البكر لهما، وهي أول تجربة سلطة وتربية لهما.
أمي أحب طاعتها وأحبها، ولكنها -وللأسف- ليست كريمة، وكأنها ليست عربية، ليس فيها كرم العرب، كريمة فقط أمام الضيوف! أما في البيت فحدث ولا حرج، كم مرة تعدني مراراً بإعطائي نقوداً وتخلف، وأيضاً تأخذ مني نقوداً على سبيل الاقتراض، ومن ثم تحت أبسط سبب تحرمني إياها، وأنا متأكد أنها ولو من دون سبب لن تعطيني إياها، ولذلك فقدت ثقتي المادية بها، وكثيراً ما تلح علي بالمذاكرة في وقت لا رغبة لي بها، وتكرر وتكرر حتى أفقد الشهية للمذاكرة، فالدراسة والعلم لا يأتي -كما تعلمون- إلا عن قناعة تامة من المتعلم، وحتى إنه لا يمكن التعلم عن قناعة نسبية فقط، فالذهن لا يستقبل المعلومات إلا إذا كان راغباً بتلقيها.
وما علي حين تأمرني أمي بالمذاكرة إلا أن أذهب لغرفتي وأجلس فيها، أحاول أن أذاكر ولكن دون فائدة، فأجلس بلا عمل لكي ترضى أمي الحبيبة، على العلم بأن عمري 17 سنة، وفي الصف الثاني الثانوي، ومن الثلاثة الأوائل في صفي.
وبعد أشهر أمامي سنة صعبة، هي سنة الشهادة الثانوية، والعادة للطلاب على اختلافهم أن يرتاحوا قليلاً في الشهرين الأخيرين من السنة.
وأما أبي -وما أدراك ما أبي- فهو بطبعه عصبي المزاج، ويملك الكثير من كبر السلطة والأبوة، ولا يقبل المناقشة، ولا أتذكر أني في حياتي عملت عملاً وأعجبه، وكما أنه لا يناقش بالنقود، ولا يحب إعطائي إياها، مع أن وضعنا المادي فوق الجيد.
وهو مع هذا كثير الأوامر والتذمر، حتى إن أعمامي يألفون التنكيت على أوامري من كثرتها، وأنا جاهز للطاعة، ولكن أرجو منه بعض المراعاة.
وأخيراً أتمنى منكم أن تجيبوني وتنقذوني مما أنا فيه، أرجو المساعدة، فإذا بقي الحال على ما هو عليه فإني ربما يضعف إيماني عندما أستقل مادياً واقتصادياً، وأقاطعهما والعياذ بالله!
أرجو -لو سمحتم- أن تكتبوا لي رسالة لوالدي الكريمين ولي حول ما يجب فعله، فإنهما وأنا على ثقة بشيوخ وعلماء المسلمين.
وجزاكم الله خيراً.