الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالسعادة عندما أصاب بالمرض، فهل هذا طبيعي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود أن أعرف هل هناك بشر يشعرون بالسعادة عند المرض؟ فأنا أفعل ذلك، وأنا لا أقصد الاهتمام، بل أقصد المرض؛ لأني في أوقات مرضي -وخاصةً إذا كانت سيئةً- لا أحبذ لأحد أن يعلم إلا إذا كان هناك سبب وجيه، وقد لاحظت سعادتي، خاصةً بعدما كان هناك اشتباه بأن أكون مصابةً بأمراض خطيرة، مثل: الورم السرطاني، أو التصلب المتعدد، ولم يكن لدي أي منها.

أشعر بالخوف مثل البشر، ولكن الانطباع الغالب لي هو السعادة، ولا أدري هل لهذا علاقة بكوني أشعر بالفراغ أو لا؟ وما السبب؟ وما نصيحة حضراتكم لي بشأني هذا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في إسلام ويب، ولك مراسلات سابقة، وقد تمت الإجابة عنها، أرجو أن تكوني قد استفدت مما ذكر لك من إرشاد فيما مضى.

أيتها الفاضلة الكريمة: السعادة تصنع حقيقةً، والإنسان يجب أن يجلب السعادة لنفسه من خلال حياته الطيبة المستقيمة، وحياته الفاعلة، وحياته التي يكون من خلالها نافعًا لنفسه ولغيره، وأن يكون مطيعًا لربه في كل صغيرة وكبيرة، وهنا يشعر الإنسان بالرضا وبالسعادة، والمشاعر التي تأتيك بالسعادة عند المرض لا نسميها شعورًا بالسعادة، وإنما شعور بالارتياح العام، وكثير من الناس حين يمرضون يختلون بأنفسهم؛ حتى لا تكون هنالك مسؤوليات جسيمة عليهم، وهذا قد يشعرهم بالارتياح.

وطبعًا حين ذكر لك الطبيب أنك لست مصابةً بأمراض خطيرة، فمن الطبيعي جدًا أن يكون هنالك مردود نفسي إيجابي أسميته أنت السعادة، ولكنه شعور بالارتياح؛ فالشعور بالخوف، والشعور بالقلق، والتوتر، والسعادة هي عواطف إنسانية موجودة عند البشر، والناس تختلف في تقديرها لذلك، ولكن هنالك بعض الناس من يجر نفسه نحو الارتياح النفسي، والذي أسميته أنت السعادة.

لا تنزعجي لهذه الظواهر -أيتها الفاضلة الكريمة-، وحاولي أن تكوني متوازنةً من الناحية الوجدانية، والعاطفية، وهذا مهم جدًا، وأن تكوني إنسانةً فعالةً في حياتك، وأن تقومي بواجباتك الاجتماعية، وواجباتك الأسرية، وقبلها واجباتك الدينية، وأن تجتهدي في دراستك، وأن يكون لك طموح، وأن تضعي الآليات التي توصلك إلى غاياتك، وأهدافك وآمالك في الحياة، وحسن إدارة الوقت، وحسن إدارة الطاقات، وممارسة الرياضة، والغذاء المتوازن، والقيام بالواجبات الاجتماعية، كلها أشياء جميلة جدًا تطور المشاعر، وتطور الصحة النفسية عند الإنسان بصفة عامة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً