الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعلقت بفتاة وأنا لا أزال في بداية الجامعة، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

كنت أدرس في خارج بلدي في الصف الثاني الثانوي، وأحببت فتاة، وتعلقت بها، لكن لم أكن أكلمها كثيرًا، ولم يكن هناك تجاوزات، كنا إذا تكلمنا نتحدث بكلام عادي، وكنت أتوب، وعدت من البلد التي كنت فيها منذ سنة، ولكن إلى الآن لا زلت أفكر بها طوال النهار بدون أن تغيب عن ذهني لحظة، وعادت وكلمتني منذ يومين تسأل عن دراستي، وأخبرتني عن الجامعة التي ستدرس بها، وهي الجامعة التي أريد أن أدرس بها أيضًا، لوجود تخصصي هناك، لكني لا أعرف حقيقة مشاعري، هل أريد الدراسة بها من أجل الفتاة أم من أجل الدراسة؟

أنا محتار جدًا، هل أذهب وأتقدم لها أثناء فترة الجامعة، لكني أقول: إن هذا غير منطقي بسبب اختلاف العادات قليلاً، وأقول: أريد أن أدرس هناك حتى بدونها، لكني أعود، وأقول أين سأسكن بمفردي؟ هذا صعب، وأقول هل سأجد عملاً بالذي أدرسه؟ مع التفكير بالفتاة بدون أن أنساها، وهي أيضًا لم تنسني لكن لا نتكلم؛ لأنه حرام أن نتكلم، فنسرع بالتوقف، علمًا بأنه ليس هناك تجاوزات.

ماذا أفعل؟ أرشدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الكريم- ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، وإنما شفاء العي السؤال..

نسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به، ونحب أن نبين لك أن الإنسان عندما يفكر بالطريقة العاطفية، وعندما يجد الميل لفتاة فإن أول الخطوات هي أن يطرق باب أهلها، ثم يأتي بأهله، لأن حصول هذا الوفاق والاتفاق وإعلان هذه العلاقة هو أول الخطوات، ونحذرك من التمادي في أي علاقة بالخفاء؛ لأن المشاعر تتمدد، وبعد ذلك قد يحال بينك وبينها لسبب منها، أو لسبب منك، بسبب من أهلها أو بسبب من أهلك.

ولذلك نحن لا ننصح بالاستمرار في هذه العلاقة حتى لو كان الكلام عادياً، إلا بعد أن تعرض الأمر على والدتك ووالدك وعلى أسرتك، فإما أن تتقدم على أساس هذا الأمر، وإلا فعليك أن تبتعد، الشرع يدعونا إلى أن نتقدم، إلى أن تتواصلوا مع أهلها وتعرضوا عليهم رغبتك في الارتباط، فإن قبلوا حصل التوافق والوفاق، يسألون عنكم وتسألون عنهم، بعد ذلك نحن نقول هذه علاقة يمكن أن يكون لها غطاء شرعي، يمكن أن تكون خطبة، ثم ننصح بأن تستعجلوا بعقد الزواج، ويمكن أن تؤخروا الزفاف والدخول، إذا كان هناك ظروف، لكن العلاقة ينبغي أن تبنى على قواعد صحيحة.

فالتمدد في المشاعر بالخفاء هذا لا يرضي الله، وليس في مصلحتك وفي مصلحتها، خاصة وأنت لا تعلم الآن هل يتم هذا الأمر؟ أنت تشير إلى خلاف في العادات والتقاليد، أنت وهي لا تعرفون ما هي ردة فعل الأهل، ما هو المتوقع، هل سيوافقون؟ أنت لا تعرف وربما هي لا تعرف أن أهلها قد أعدوا لها فارس الحياة كما يقال، الفارس الذي سيأخذها ويعيش معها، وربما أهلك أيضاً دبروا لك الفتاة التي يريدون أن يعرضوها عليك، ولذلك إخبار الأهل هو أول خطوة، فالخطوة التي يجعلها الشباب آخر خطواتهم هي أول خطوة، فأول خطوة أن يعرض الأمر على الطرفين، على الأهل من الطرفين، فإما أن تتقدموا أو تتأخروا؛ لأن هذه الأمور أرجو أن لا يستمر فيها العبث بهذه العواطف؛ لأن الثمن غال.

أريد أن أقول: أي تجاوزات، أي علاقة خارج الأطر الشرعية هي خصم على السعادة، خصم للطرفين في كل الأحوال، حتى لو حصل بينهما بعد ذلك زواج، فإن هذه العلاقة التي لم تكن فيها طاعة لله ولم تراعَ فيها قواعد الشرع هي خصم على سعادة الطرفين، بل الشيطان الذي ربما جمعهما على التواصل هو الذي يأتي ويشكك هذا في هذا، ولذلك أرجو أن تبني حياتك على قواعد شرعية واضحة، نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً