الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من اضطرابات النوم المزمنة؟

السؤال

السلام عليكم.

أرجو من الدكتور/ محمد عبد العليم الرد على هذا السؤال إن تيسر.

الطبيب النفسي وصف لي ثلاثة أدوية: لوسترال، وتريتيكو، وابيكسدون؛ لأني أعاني من الاكتئاب مما يقارب السنة وأربعة أشهر.

وقد أضفت عليهم (النايت كالم) من تلقاء نفسي بسبب النوم؛ لأني أعاني من اضطرابات مزمنة في النوم بعدما أضفت (الأبيكسدون) منذ حوالي شهرين، ولكني تحسنت نفسياً مع (الأبيكسدون).

المشكلة أن الاضطرابات مستمرة، مع اتباعي لقواعد sleep hygine، ولكني في كل يوم أرى كوابيس، كما أن نومي متقطع، أتمنى أن أنام نوماً طبيعياً، أقوم منه مرتاحاً ولست مكتئباً، فما السبيل إلى ذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي: موضوع الصحة النومية هو موضوع مستمر، وليس موضوعًا جامدًا، والإنسان إذا اضطرب نومه فيما مضى فليس من الضروري أن يضطرب النوم اليوم.

اتبع هذه الحكمة -يا أخي-، وأقبل على النوم بمعنويات جديدة، وفكرٍ جديدٍ، وترتيبٍ جديد، فالصحة النومية تتطلب بالفعل ممارسة الرياضة، وتتطلب تجنُّب تناول المسهرات، وتتطلب أن تثبت وقت النوم ليلاً، وتتطلب أن تهيء نفسك للنوم ثم تذهب إلى الفراش، والحرص على أذكار النوم من الضروريات المهمّة، ووجبة العشاء يجب أن تكون خفيفةً، وأن تطبيق تمارين الاسترخاء -خاصةً تمارين التنفس التدّرجية-؛ فهي أحد وسائل العلاجات الممتازة جدًّا لتسهيل النوم.

فيا أخي الكريم: هذه هي القواعد العلمية التي يجب أن تتبعها، وهي أفضل كثيرًا من تناول الأدوية.

كما أن هنالك أدوية منوّمة، وهنالك أدوية وظيفتها أن تجعل الإنسان ينام، ولكن ليست صحيّةً، فمثلاً عقار (زولبيديم Zolpidem) هو منوّم، لا يمنع استعماله عند الضرورة، وعقار (لورازيبام Lorazepam) أيضًا منوّم، ولا مانع أن يُستعمل عند الضرورة، ولكن في حالتك -أخي الكريم- لا داعي لمثل هذه الأدوية التعوّدية.

فالطبيب أعطاك أدويةً جيدةً جدًّا، والذي أنصحك به هو أن تتناول الـ (لوسترال Lustral) والـ (ابيكسدون Apexidone) في الصباح، وتتناول الـ (تريتيكو Trittico) وهو الـ (ترازودون Trazodone) ليلاً، وجرعة الترازودون يمكن أن تكون مائة مليجرام.

ولا يوجد داع لتناول الـ (نايت كالم Night Calm)، لكن يمكن أن تتناول الـ (ميلاتونين Melatonin) بجرعة خمسة مليجرامات، والميلاتونين لا يحتاج لوصفة طبية، ويُعرف أنه هرمون طبيعي، تفرزه الغدة الصنوبرية، أو تسمى بغدة (Pineal) في الدماغ، وفي بعض الأحيان تضعف هذه الغدة، ممَّا يُقلل من إفراز هذا الهرمون المهم جدًّا لتنظيم النوم.

طبعًا هذا يحدث أكثر عند كبار السن، وهو موضوع عجز الغدة الصنوبرية، لكننا وجدناه أيضًا لدى بعض الشباب، ولا تُوجد وسيلة حقيقة لمعرفة إن كانت هذه الغدة نشطة أو عاجزة.

عمومًا الميلاتونين مفيد وجيد، وأثره أثر تجمُّعي، وليس أثرًا آنيًّا، بمعنى أن الإنسان يتناوله جرعةً وراء جرعة ويصبر عليه.

هذه هي الأشياء التي أودُّ أن أنصحك بها، وأسأل الله تعالى لك نومًا هنيئًا، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً