الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عجزت عن سداد الديون وجفاني أقرب الناس بسببها، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا رجل أتحمل مسؤولية مالية لأجل النفقة على أسرتي، زوجتي ربة بيت، ولصعوبات الحياة أستدين ولا أوفي مسؤولياتي، وفي مرة وقعت في عسر سداد قضيت بسببه ليلة في السجن، أخو زوجتي أحد أصحاب الدين، شهر بي -ولو أنه المقترح للعون-! المهم أن زوجتي تعتبر مشكلة الدين خداعًا لها!

سؤالي: ما حكم الشرع في موقف زوجتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله أن يفرج همك وأن ينفس كربك، وأن يتولاك بفضله ورحمته، إنه جواد كريم بر لطيف.

أخي الكريم: إننا لا نستطيع أن نحكم على كلام زوجتك، لأننا لا ندري منطلق حديثها، ولا مرادها، ولا مقصدها، ونود منك أيضاً ألا تتوقف عند هذه الكلمات، فلا شك أن المرأة إذا رأت مثل هذا الضيق، وكثرة الاستدانات المفضية بزوجها إلى السجن أحياناً، لا شك أن هذا يزلزل حياتها، فاعذرها -أخي الكريم-، وتجاوز عن كلماتها تلك، واجتهد في أن ترضيها، وأن تأمنها بالأقوال والأفعال.

أخي الكريم: اعلم أن الزوج هو المقدم عند زوجته، تلك فطرة، الزوجة تقدم زوجها على الجميع حتى على والديها، وقد ذكر أهل السير أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع إلى المدينة من غزوة، لقيته حمنة بنت جحش، وكان قد قُتل أخوها وخالها وزوجها في معركة واحدة، فلما لقيت الناس نعي إليها أخوها عبد الله بن جحش، فاسترجعت واستغفرت له، ثم نعي لها خالها حمزة بن عبد المطلب، فاسترجعت واستغفرت له، ثم نعي لها زوجها مصعب بن عمير، فصاحت وولولت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن زوج المرأة منها لبمكان)، لما رأى من تثبتها عند أخيها وخالها، وصياحها على زوجها.

أخي الكريم: تشهير صهرك بك أمر نرفضه، كما أنك كذلك لا بد أن توجد له بعض الأعذار، فأنت لا تدري ما حاجته إلى المال، وقد أحسن إليك حين أقرضك، فالتمس له العذر -أخي-، ولا تجعل موقفه يؤثر على حياتك الزوجية.

إن علاج الدين لا يكون بالدين، والعاقل هو من يضع خطة علمية وعملية للخروج من الأزمة، ومتى ما كانت النية صادقة، والجهود قائمة، ثق بأن الله سيعينك، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (مَن أخَذَ أمْوالَ النَّاسِ يُرِيدُ أداءَها أدَّى اللَّهُ عنْه، ومَن أخَذَها يُرِيدُ إتْلافَها أتْلَفَهُ اللَّهُ)، فعاهد الله على السداد، واسأل أهل الثقة من أهلك، وأهل الخبرة عن كيفية الخروج من تلك الأزمة، وجدول ديونك، وقلل نفقاتك، وأشرك زوجتك معك في خطتك، وستجد منها العون -إن شاء الله-.

نسأل الله أن يقضي دينك، وأن يصلح زوجك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً