الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اقترب زواجي ولدي وساوس كثيرة، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من الوساوس منذ 3 سنوات، في تكرار الكلام مع الأشخاص، والتفكير في كل كلمة قالها الشخص، والرد على الشخص حتى لو بعد أيام.

صرت أتخاصم مع أهلي في البيت لأجل أن أرتاح، وفي الصلاة أقطع الصلاة وأعيدها مرة أخرى.

أخذت علاج الفافرين، جرعة 200 لأكثر من سنة، والحمد لله النتيجة كانت جيدة، وبعد ذلك أوقفت العلاج بالتدريج.

مكثت سنة من دون علاج، وكنت بحالة جيدة جداً، وبعدها رجعت كل الأعراض مثل الأول، والدكتور قرر لي: (مودابكس) الجرعة في الأول 50، وبعدها وصلت (150) والتحسن يسير جداً، ولا أعرف ماذا أعمل!

أنا أعاني جداً، وأتجنب الكلام مع أهلي في البيت لأجل ألا أجلس أفكر في الكلام، وأظل متضايقة طول الوقت، وفرحي بعد شهرين، ولا أعرف ماذا أعمل؟!

أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك - أختنا الفاضلة - عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك ما شرحتِ بشكل واضحٍ، في سؤالك هذا.

نعم من الواضح أن لديك استيعابًا وفهمًا جيدًا لأعراض الوسواس القهري، سواء الأفكار أو الأفعال القهرية، والتي شرحتها في سؤالك، من تكرار كلام الآخرين، والوقوف عند كل كلمة قيلت، أو فيما يتعلّق بالعبادات من أنك تُوقفين الصلاة وتُعيدينها مُجددًا.

من الجيد أنك لجئت إلى الطبيب النفسي ووصف لك بدايةً دواء الـ (فافرين Faverin)، وتحسّنت عليه بشكل جيد، إلَّا أنك أوقفت الدواء لمدة سنة، وهذا كثيرًا ما يحصل، أن ينتكس الإنسان بعد إيقاف الدواء بشكل مبكّرٍ؛ لذلك ننصح عادة بإيقاف الدواء بعد فترة أطول من التحسُّن، وأن يكون التوقف من الدواء تدريجيًّا.

على كلٍّ: عُدتِّ إلى الطبيب مُجددًا ووصف لك دواء الـ (مودابكس Moodapex) بدأ بخمسين مليجرامًا، ثم رفعها إلى مائة وخمسين مليجرامًا في اليوم، وشعرت ببعض التحسُّن، ولكنّه تحسُّن بسيط جدًّا - كما ذكرتِ - . أيضًا هذا يتكرر عادة، ولكن الذي أنصح به - أختنا الفاضلة - هو أمران:

الأمر الأول: ما زال عندك مجال لرفع الجرعة إلى مائتي مليجرام في اليوم (200 مليجرام)، فهذه هي الخطوة الأولى.

الخطوة الثانية هي: تصب في ما يُسمَّى بالعلاج السلوكي، وهو أن تحاولي مقاومة بعض هذه الأفكار القهرية، لا أظنُّ أنك ستستطيعين حاليًا إيقاف كل هذه الأفكار القهرية، ولكن يمكنك أن تُدربي نفسك على تجاهلها أو مقاومتها، وعدم الاستجابة لها، ولكن كما ذكرتُ تبقى الخطوة الأولى في زيادة الجرعة تحت إشراف الطبيب المعالج.

أدعو الله تعالى أن يكون هذا مفيدًا لك، وإذا جرّبت الجرعة العالية لمدة شهرين إلى ثلاثة، وكان التحسُّن بسيطًا؛ فيمكن عندها أن يُغيّر الطبيب الدواء إلى دواء آخر، والذي أزكّيه أن يُعيدك إلى الفافرين؛ حيث كنت قد استجبت عليه، وإلَّا دواء آخر من الأدوية المضادة للوسواس القهري.

ولمزيد من الفائدة راجعي هذه الاستشارات المرتبطة: (19564 - 1815 - 19500 - 2161588).

داعيًا الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً