الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخشى إن طلبت منه أن ينساني أن يحدث له مكروه!

السؤال

السلام عليكم.

قبل ٣ سنوات تعرفت على شاب في مواقع التواصل الاجتماعي، أحببته، وأصبحت أكلمه كل يوم، ولكن بعد تعمقي بالدين اكتشفت أن ما أقوم به حرام، فاختلقت قصةً بأن أبي كشفني، وأمرني بالتوقف عن محادثته.

ولكن من بعدها أخبرتني أخته بمرضه، وكيف أن حاله أصبح سيئًا بعد تركي له، وأنه لم يعد يتناول الطعام، وطلبت مني مراسلته لعله يتحسن قليلاً، وفعلاً فعلت، فشعرت بأنني بدأت من الصفر، وأفكر بأن أكلم أخته بأن تخبره بأنه لا توجد فرصة واضحة لأن نجتمع، وعليه أن يقوي إيمانه بالله، والله سيكون معه، خاصة وأنه من بلد وأنا من بلد آخر، ولكنني أخشى أن يحدث له شيء، فبماذا تنصحوني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ راما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، ونحيي هذه الاستفاقة، والصحوة، والخروج من الغفلة، ونسأل الله أن يثبتك ويثبت خطاك، وأن يُلهمك السداد والرشاد، إنه وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

أحسنت عندما قلت: (هذه العلاقة ليس لها غطاء شرعي)، وهي لا تُرضي الله -تبارك وتعالى- وأحسنت عندما توقفت عن هذه العلاقة، ونتمنَّى أن يكون التوقف تامًّا، وتكوني واضحةً مع أخت هذا الشاب، والتواصل مع هذه الأخت -باعتبارها أنثى- الأمر فيه أيسر، لكن لا بد من حسم هذا الأمر، ومهما حصل للشاب فإن الأخطر هو التمادي في العلاقة، والخطر عليك وعليه هو الاستمرار في علاقة غالبًا لا يمكن أن تكتمل، ولا يمكن أن تنجح.

ولذلك هذا جري وراء السراب، فالصدق منك يدفعك إلى أن تكوني واضحةً معه، ومهما عانى الشاب اليوم فذلك خيرٌ له من المعاناة التي يمكن أن تستمر، والشر الذي يمكن أن يأتي إليكم، والذنوب التي يمكن أن تقعوا فيها في حال استمراركم في علاقة ليس لها نهاية، وفي علاقة لا يمكن أن تنتهي بالزواج، وفي علاقة ليس لها غطاءٌ شرعيٌ.

ولذلك أرجو حسم هذا الأمر في أسرع وقت، واتركي الإخراج لأخته، وتوقفي عن التواصل حتى مع أخته لفترة، ولن يُصيب هذا الشاب إلَّا ما قُدّر له، ولست مسؤولةً عمَّا يُصيبه، وعليه هو أن يلجأ إلى الله -تبارك وتعالى-، ويتوب إليه سبحانه، وأنت عليك أن تتوبي إلى الله تبارك وتعالى، ونتمنّى أن يكون في هذا الذي حصل درس لك؛ فلا تأخذك العاطفة، واعلمي أن للشيطان خطوات، وأن الشيطان يستدرج الإنسان حتى يُوقعه في المعاصي، ثم بعد ذلك يأتي الشيطان ليسدّ عليه أبواب التوبة، والأمل، والرجوع إلى الله تبارك وتعالى.

اليوم يموت الناس في كل مكان، ومات الناس بالزلازل، ومات الناس بالفيضانات والمياه، ويُتخطّف الناس من حولنا، وكلُّ ذلك قدرٌ من الله تبارك وتعالى، والناس واجهوا هذه الصدمات، وأكملوا مشوار حياتهم؛ ولذلك أرجو أن تكوني حاسمةً في هذا الأمر الذي لا تصلح فيه المجاملة، وأنت الطرف المتضرر، ولست بحاجة إلى أن تكذبي، أو تُؤلّفي قصصًا، ولكن ينبغي أن تتذكري أن هذه العلاقة لا تُرضي الله، وهذا يكفي، وعلى أخته أن تنصحه، وتُذكّره برب العالمين، كل هذا لست مسؤولةً عنه، ولكن هذه الشقيقة ينبغي أن تُذكّر شقيقها، وإذا كان الأمر -كما ذكرت- بأنه صاحب دين، فعليه أن يتوكل على الله تبارك وتعالى، وييأس من هذه العلاقة، إلا بالتقدم لك، ويملأ قلبه بحب الله تبارك وتعالى.

نسأل الله لنا ولكم وله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً