السلام عليكم.

منذ الطفولة وأنا أعاني من سرحان شديد، وصعوبة التركيز، وأحلام اليقظة على مدار اليوم حتى ولو كنت بين الناس، فعندما أسمع المعلومة مهما كانت سهلة أحتاج وقتًا حتى أفهم، وقد كان جميع المعلمين يشتكون من عدم مشاركتي، وكان السبب صعوبة الاستماع وتتبع ما يفعله زملائي.

وأعاني من نسيان شديد للأغراض، وكأنني أعيش في عقلي، وليس الواقع، راجعت عشرين طبيبًا نفسيًا، وأخذت مضادات الاكتئاب، ولم يتحسن مزاجي، ولا تركيزي، حيث دخلت في حالة اكتئاب حاد في فترة الثانوية، وفشلت في الدراسة الجامعية، ومعظم الوقت أكون وحيدًا وسارحًا.

قبل 6 أشهر أخبرني طبيب نفسي أنني ربما أعاني من add، ووصف لي atomoxtine 60، فتناولت حبتين في اليوم ولمدة شهرين، لكن دون أي استفادة.

أنام كثيراً، وشهيتي مفتوحة، ولا أفهم، ويصعب علي ترتيب أفكاري، أو تذكر ما أريد، فما هو البديل الأفضل والآمن للأتوموكستين؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ م م حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب.

أخي: طبعًا صعوبة التركيز منذ الطفولة -إذا كان هذا الأمر بالفعل يتسم بتشتت شديد في المقدرة على التركيز، وضعف الاستيعاب- هذا غالبًا يُشير إلى متلازمة فرط الحركة، مع تشتت الانتباه، وليس من الضروري أن يكون فرط الحركة موجودًا دائمًا؛ لأنه يوجد معيار تشخيصي جانبي، وهو اضطراب فرط الحركة، وتشتت الانتباه من نوع تشتت الانتباه فقط.

فتقدير الطبيب الأخير ربما يكون تقديرًا صحيحًا، ووصف لك الطبيب الـ (أتوموكسيتين Atomoxtine)، والذي يُسمّى (ستراتيرا Strattera)، وهو دواء سليم، ودواء فاعل جدًّا لعلاج تشتت الانتباه أو التركيز الناتج من المتلازمة التي تُعرف باسم (ADHD).

الأتوموكسيتين كما ذكرتُ لك دواء فاعل جدًّا، لكنه بطيء الفعالية، ولا نستطيع أن نحكم عليه إلَّا بعد مضي ثلاثة أشهر، فأعتقد أنه يتوجب عليك أن تنتظر، وبعد ذلك راجع الطبيب، وإن كان الطبيب لا زال مقتنعًا بالتشخيص، فغالبًا سوف ينقلك إلى الأدوية التي تنتمي لمجموعة الأمفيتامينات (amphetamines).

فإذًا البدائل موجودة، لكن يجب أن نكون حذرين جدًّا حول التشخيص وحول تناول الأدوية التي ذكرتها لك، وهي الأدوية التي يعتمد مكونها على الأمفيتامين؛ لأنه قد ينتج عنها تعوّد أيضًا في بعض الأحيان.

أتركُ هذه الفنِّيات للطبيب ليقدرها، وفي ذات الوقت ومهما كان السبب – إذا كان السبب هو وجود متلازمة فرط الحركة مع تشتت التنبيه، أو كان الموضوع ناتجًا من اكتئاب نفسي بسيط، أو غير ذلك– سيكون من الضروري جدًّا أيضًا أن تجتهد في تأهيل نفسك من خلال ممارسة الرياضة، وتجنُّب السهر، والحرص على التركيز أثناء القراءة، والاستفادة من فترة الصباح، فترة البكور يكون فيها مستوى التركيز ممتازاً جدًّا، وقطعًا قراءة القرآن الكريم بتدبُّر وتلاوة تُحسّن من التركيز.

وعليه – أخي الكريم – الجأ لهذه المناهج العلاجية التأهيلية، وفي نهاية الأمر أسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.