الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رغبة شاب في إنهاء مشروع زواجه بسبب عدم ارتياحه للفتاة لا في شكلها ولا في شخصيتها

السؤال

أنا شاب أقدمت على خطبة فتاة، وعقد قراني عليها في مدة لا تتجاوز عشرة أيام من غير حصول تعارف كافٍ؛ لأن مجتمعنا منغلق ومحافظ لا يسمح بالتعارف المباشر، وكان تعارفي بها مجرد نظرات عابرة من بعيد.

والآن بعد عقد القران وبعد مرتين من اللقاء ظهر لي أشياء لم أكن أعرف وجودها فيها، مثل أن لديها أعمامها وأقاربها في مدينة أخرى، وعاداتنا الاجتماعية تحتم الزيارات والتواصل، وهذا ما لا أستطيعه لبعد المسافة ولضعفي وقلة حيلتي، كما أني عرفت فيها سمات خلقية كقبح وشذوذ أسنانها، وهذا ما لم أكن أستطيع العلم به قبل الارتباط، مع ضعف بنيتها وجسمها.

والخلاصة أني بعد اللقائين شعرت بالصدود تجاهها، وأنا الآن في ضغط نفسي، لا أدري ما أفعل، حيث استمر لدي هذا الشعور من النفور والتردد في إتمام الزفاف من عدمه إلى كتابة هذه الرسالة.

كما أن مجتمعنا محافظ، ولم أستطع مصارحة أبي وأمي بهذا النفور والصدود لأني متأخر في سن الزواج، فعمري حوالي 36 سنة، وعرضاً سابقاً علي الزواج من قريبات ورفضت! ثم اخترت بنفسي ويا ليتني أحسنت الاختيار أو رضيت به أو طابت نفسي له، مع العلم أن الفتاة ذات خلق حسن حسب الأقوال، ولكنها ليست ملتزمة دينياً بشكل تام.

فهى ليست منقبة، ولها اهتمام بالتصوير في أمور الزفاف، المهم أني الآن أعافها، فهل يصح أن أقدم على الزواج بهذه النفسية غير المنشرحة وغير المتقبلة للزوجة أو أطلق وأفارق، أمران أحلاهما مر!

ففي مجتمعنا سيؤدي ذلك إلى أذى نفسي للفتاة وأهلها كما سينغص على والدي اللذين ارتاحت أنفسهما لإقدامي وقبولي على الزواج، فهل أضحي بسعادتي أول الزواج عسى أن تتغير الأمور بعد الزواج وتنشرح النفوس أو أحجم؟

أرجو النصح والدعاء وبشكل عاجل، ولكم خالص الشكر والتقدير.

والآن بعد مرور 6 أشهر على الزواج لم يتغير شعوري، بل إني أصبحت كئيباً، كما إن زواجي أحدث أثراً عكسياً، فبدلاً من أن يساعدني على غض البصر أصبحت أطلق بصري إلى النساء، وأقارن بين زوجتي والنساء!

مع العلم أني قبل الارتباط كنت أغض بصري، إلا أني قد فرضت عليها النقاب ورضيت بها، وكما أنها تحافظ على الصلاة إلا أن الجانب الديني والأخلاقي فيها لم يعد يقنعني، فهناك الكثيرات أفضل منها دينا وجمالا، وهذا ما بدأت أراه.

الخلاصة: أني دخلت في حالة من الاستغراق في التفكير في هذا الزواج والمراجعة، لما حصل معي وأني لو كنت فعلت كذا أو كذا، وأصبح هذا الأمر وسواسا مسيطرا علي، مما أدى إلى عدم خشوعي وإلى استغراق هذا الأمر في عقلي، فضعف ذكري لله، وزاد قلقلي، مما أدى إلى أثر سلبي على مجمل حياتي، فلم يعد لدي حافز ولا طموح لتطوير حياتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن ييسر أمرك وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يكرمك بزوجة صالحة مناسبة.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه ومما لا شك فيه أن أي إنسان يرتبط بإنسان لا يعرفه لا يشعر نحوه بالراحة أو الاستلطاف من أول مرة أو ثاني مرة غالباً، وكم من إنسان لم تسترح له ثم مع طول العشرة والمخالطة وجدته شخصاً آخر، وملأت محبته قلبك، وهذا كثير في دنيا الناس، ولذلك لا أريد لك أن تتعجل، وواصل الزيارات لعل وعسى أن تزول هذه النظرة، وأن يتغير موقفك نحوها؛ لأن الطلاق ليس بالأمر الهين أو السهل، خاصة على المرأة، نعم إن حقك أن تطلقها لأنك غير مستريح لها، ولكن ضع أختك مثلاً مكانها، هل ترضى أن يحدث لها ذلك بهذه السرعة؟

رجاء أن تواصل الزيارات وأن تقدم لها النصح والتوجيه فيما تراها في حاجة إليه، وبعد فترة من القرب والمعايشة إذا لم تشعر فعلاً بأي تحسن، وبدأ النفور والكراهية يشتد عندك، فلا مانع من تسريحها بشرط أن تكون هناك كراهية ونفور، أما مجرد عدم الراحة فأرى أنها ستزول مع الأيام، وسيأتي الحب والتفاهم من المعايشة إن شاء الله.

مع تمنياتنا لكم بالتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا منال

    انا اكتشفت انو الرجال اهم شيء عندهم الشكل وبس الله ياخدهم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة