الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي كثيرة المشاكل وتتهمني بالتقصير، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله
أكتب إليكم سؤالي لأنني أثق فيكم من خلال العديد من الإجابات المنطقية التي تساعدون بها الناس.

أنا مغتربٌ في أوربا، وتم عقد قراني منذ سنةٍ على زوجتي التي تصغرني بسنةٍ، ولم يتم دخولي بها، وأحاول أن ألم شملها وأحضرها عندي، مشكلتها أنها عنيدةٌ، تحب المشاكل، ولا يوجد عندها صبرٌ في أصغر المشاكل، وتشك في نيتي، وتفهم كلامي حسب مزاجها، ودائماً أستغرب من تفسيرها للمواقف، وكلامها جارحٌ، دائماً ما تزعجني فأقوم بالسب والشتم أحياناً -غفر الله لي ولكم- ولكن كلامها وأسلوبها يجعلاني في حالة هستيريا، نصحتها أكثر من مرة وهددتها بالطلاق ولم تتغير!

هي هادئةٌ وجميلةٌ ومتدينةٌ، ولكن أسلوبها في التعامل مع المشاكل، وطريقة كلامها، وتفسيرها للأمور تنم عن جهلٍ، على الرغم من أننا كنا في نفس الجامعة، كنت فقط أعرفها، لم تكن هناك أي علاقةٍ تجمعنا، بسبب الظروف هاجرتُ إلى أوربا، أهلها متدينون وموظفون، وهي موظفةٌ، هي مع أهلي هادئةٌ متفهمةٌ، ومع أهلها، لكن معي دائماً ما أحاول أبين وجهة نظري، دائماً لابد أن أبرر لها، وهي دائماً عندما أذكرها أنني أتعب من أجل أن تأتي عندي ونعيش مع بعضنا، تقول لي: هذا واجبك، وغيرك يعمل أكثر منك، تعال انظر لأخي!

على الرغم من أني لم أقصر في مصروفها أبداً، ولا بمتطلباتها المادية، أنا فقط أذكرها من باب أنني أحبها وأتعب من أجلها، وأساعدها هي وأهلي.

شابَ شعري من كثرة المشاكل، وكبرت ملامحي، جميع من حولي يلاحظون أنني تغيرت بعد عقد القران، أرجوكم انصحوني ما الحل؟

حاولت معها بالهدوء والتروي والنصح ولم تنتصح، وتصل لحالة هستيريا.

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا – ابننا الكريم – في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يُصلح الأحوال، وأن يجمع بينكما على الخير، وفي طاعة الكبير المتعال.

سعدنا جدًّا أنك تتواصل بهذه الشفافية، ونحب أن نؤكد لك أن هذه الزوجة التي من أسرة طيبة، وذكرتَ أن أسرتها يتعاونون معك، وأن أسرتها متدينةٌ؛ هي أيضًا ستكون على الخير، وأرجو دائماً أن تُبرر لها الأمور، ولعلّ السبب في الغضب منها بُعدك عنها، وهي تريد أن تكون إلى جوارك، ونسأل الله أن يجمع بينكما في الخير، وأن يعينكما على الخير.

نحن بحاجة إلى أن نُذكّر الرجل بضرورة أن يعرف خصائص الأنثى، وحاجتها إلى الحب والأمان، فإذا وفّر لها هذا فإنها تغمره بالتقدير والاحترام؛ ولذلك المسألة مشتركة، وأعجبنا أنك ذكرت من هدوئها وتديُّنها، وهذه أمور مهمّة؛ لأن الدّين إذا وُجد يُصلح كل خلل.

وكل كسرٍ فإن الدّين يجبره وما لكسر قناة الدّين جُبران

أمَّا بالنسبة لتعاملها مع المشاكل – وهذا الذي يُزعجك أو طريقة كلامها وتفسيرها – فتحتاج إلى بعض الوقت حتى تفهم نمط شخصيتها، وعندها سيسهل عليك وعليها -إن شاء الله- التعامل مع بعضكما.

وأنا أريد أن أقول: هذا التفاهم يحتاج لبعض الوقت، وعليه أرجو أن تجتهد أولاً في ترتيب أوضاعك، وعليك أيضًا أن تُبيّن لها كل صغيرة وكبيرة، العقبات التي تواجهك، تجتهد في عرضها ليس على سبيل المَنِّ، ولكن بعد أن تُبيّن لها أنها تستحق أكثر من هذا، ولكن تُبيّن لها أن بعض الأوراق وبعض الأمور ليست في يدك، فأعتقد أنه بالتفاهم بهذه الطريقة وبالصبر عليها، وتحمُّل الصعاب حتى تكون إلى جوارك؛ فإن هذا البُعد أيضًا يُسبّب لها مزيدًا من القلق والانزعاج، أن تتزوج وأن تكون بعيدة عن زوجها.

ولذلك أرجو أن تحرص على إكمال الإجراءات، ونتوقع أن يحصل الخير بعد أن تكون معك، وهذا هو الذي ينبغي أن ننبه له، وننتظر منك التواصل، وشجّعها على أن تتواصل مع الموقع، حتى نستمع إلى وجهة نظرها، ونسأل الله أن يجمع بينكما على الخير وفي الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً