الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خاطبي لا يوافق على عملي قبل الزواج أو بعده، فما الحل؟

السؤال

تخرجت هذا العام، وأنا مخطوبةٌ، وأحتاج لمتطلباتي الشخصية، وأتحرج أن أطلب من والدتي؛ لأنها تصرف على البيت، وبالكاد يكفي الراتب، وتوفرت لي فرصة عمل جيدة جداً، وأهلي موافقون، وخطيبي غير موافق أبداً، حتى بعد ما أوضحت له ظروفي، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك – ابنتنا الكريمة – في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أولاً أن يكفيك بحلاله عن حرامه، وأن يُغنيك بفضله عمَّن سواه.

ثانيًا: نصيحتنا لك – ابنتنا الكريمة – أن تفسّري موقف خطيبك تفسيرًا صحيحًا، وأحسن التفسيرات التي يُحمل عليها موقفه هو غيرتُه عليك، وحرصه على حفظك، وتجنيبك مواطن الزلل، وهو بهذا يُسدي إليك خيرًا، فينبغي أن تفسّري موقفه هذا بنوع من التفسير، وهذا سيُساعدك على تفهّم الموقف أولاً، ثم سيساعدك أيضًا على محاولة علاج ما فيه من إشكالات.

ثالثًا: نصيحتنا لك بالنسبة للعمل؛ أنه إذا كنت بحاجة ماسَّة بأن كنت تحتاجين إلى هذا العمل لتوفير ما لا بد منه في حياتك، وكنت لا تجدين لذلك طريقًا إلَّا العمل؛ ففي هذه الحال ينبغي أن تحرصي على إقناع هذا الخاطب بحاجتك إلى هذا العمل، وأن تحاولي أن تشرحي له بالاستعانة بمن يُؤثّر عليه، ويقدر على إقناعه، أن تشرحي له ظروف هذا العمل، وأنه بعيد عمَّا يخشاه ويخافه عليك، هذا إذا كان هذا العمل بالفعل متصفًا بتلك الصفات، ونظنُّ أن الخاطب سيتفهّم هذه الظروف والمبررات.

أمَّا إذا كان في العمل ما يدعو إلى الخوف والقلق عليك أو يدعو إلى الريبة؛ فنصيحتنا أن تغضّي الطرف تمامًا عن هذا العمل، وأن تستجيبي لمطالب خاطبك، وبذلك تحفظين دينك وتحافظين على مستقبلك، وتحافظين على خطيبك.

أمَّا إذا فرضنا أن هذا العمل مناسبٌ لك من الناحية الشرعية، وكنتِ بحاجة ماسَّة إليه، وحاولت إقناع هذا الخاطب، ثم أصرَّ على موقفه من المنع؛ فهنا في هذه الحالة ينبغي أن نوضّح لك الموقف الشرعي، وهو أن هذا الخاطب ليس له حق الطاعة عليك من الناحية الشرعية؛ فإن القرار في البيوت ومنع الزوجة من الخروج من البيت، مرهونٌ بقيام الزوج بواجباته من النفقة عليها وكفايتها، وهذا إنما يكون بعد الزواج، وبعد تسليم المرأة نفسها لزوجها، وقيامه هو أيضًا بأداء ما عليه، أمَّا في مرحلة الخطبة فالأمر ليس كذلك، فلا يلزمك طاعته من الناحية الشرعية.

لكن هل الأفضل لك أن تُخالفي هذا الخاطب -وإن أدى ذلك إلى فسخ هذه الخطبة؟- أو الأفضل أن توافقيه وتُضحي بهذه الفرصة من العمل، في سبيل المحافظة على الخاطب لإكمال الزواج، حتى يُغنيك الله تعالى بعد ذلك بما يقوم به الزوج من واجباته؟

هذا أمرٌ يحتاج الرأيُ لإبداء الصواب فيه إلى دراسة الواقع الذي تعيشينه، والمقارنة بين المصالح والمفاسد والمنافع، والمضار والسلبيات والإيجابيات.

فنصيحتنا لك أن تُقارني بين فرص تحقق خاطب آخر بالموافقات التي تحبينها، وبين عدم وجود هذه الفرص، وأن تحاولي الاستعانة برأي العقلاء المحبين الخير لك من أقاربك، من أعمامك وأخوالك وإخوانك ونحوهم، ثم تستخيرين الله -سبحانه وتعالى- فما شرح صدرُك إليه أقدمي عليه متوكلة على الله.

نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يُوفقك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة