الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعسرت حياتي بعد يسر وخسرت الكثير، فماذا أفعل؟

السؤال

قبل ثلاث سنوات كانت حالتي المهنية في أعلى مستوياتها، وكانت تأتيني العروض من كل مكان، وبعدها تبدل الحال، فصلت من عملي، وخسرت أموالي، وخسرت سياراتي، سافرت وفشلت! دخلت في مشاريع وخرجت منها مديوناً!

قدمت على أكثر من 250 وظيفةً خلال السنوات الثلاث، وكنت قريباً من أربع وظائف وخسرتها في اللحظات الأخيرة، الناس يكرهونني، أطيع والديّ وأساندهما، حالتي صعبةٌ جداً، فماذا أعمل؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الفاضل- في استشارات إسلام ويب، وأسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.

أخي الفاضل: هذا هو حال الدنيا، لا تدوم على قرار، ولا تستقر لشخص على حال، والذكي الفطن من فهم تقلب الأيام وتغير الأحوال، وعمل من غناه لفقره، ومن قوته لضعفه، ومن صحته لمرضه؛ فالتخطيط للحياة وما قد يحدث فيها من حوادث وكوارث من حسن العمل بالأسباب.

أخي الفاضل: لو كل إنسان سقط أو تعثر أعلن الاستسلام لما بقي ناجحٌ في الحياة، فدائماً طريق النجاح محفوفة بالمخاطر والصعاب، ودائماً ما نرى الناجحين يسقطون ويتعثرون، ولكن العبرة هي أن تتعلم من هذا السقوط، وتفهم أسبابه، وتعيد المحاولة، وقد حصل لك الوعي والفهم من أسباب السقوط لتتجنبها في محاولاتك الأخرى.

أخي الكريم: لا تجعل لغة اليأس والإحباط تتسرب إلى قلبك؛ لأنها تُسبب لك العجز، وتوقفك عن العودة للبناء والمحاولة من جديد، وعليك أن تبحث في أسباب النجاح وأسباب الفشل، وتخطط وتبذُل الأسباب الممكنة والمتاحة، مستعينا بالله تعالى متوكلاً عليه، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيءٌ فلا تقل: لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن (لو) تفتح عمل الشيطان).

فتذكر -أخي الكريم- أن الإخفاق والسقوط والتعثر من سنن النجاح، وأن النجاح لا يأتي بسهولة دون مجاهدة وصبر وتعب ومشقة، وأن معادلة النجاح هي الصبر والمحاولة والتكرار، والتعلم من الأخطاء حتى التفوق والنجاح، ولكن مع ضرورة الاستفادة من كل تجربة، وفهم أسباب كل سقوط، ثم تجنب كل ذلك في كل محاولة.

لذلك ننصحك بالعودة إلى البحث عن عمل أو السعي في أي نشاط تجاري، ومحاولة اكتساب المهارات التي تفتح أمامك فرصاً أكثر، والبحث عن مصادر دخل متنوعة في مجالات مختلفة، والاستفادة من أهل الخبرة والتجربة ممن حقق النجاح، وملازمة الناجحين والتعرف على أسباب نجاحهم والاستفادة منها.

ومع كل ذلك استعن بالله ولا تعجز، وأكثر من الدعاء والصدقة والاستغفار، والتزم بر والديك والإحسان إليهما؛ فهذا من أسباب التوفيق، واجعل ثقتك بالله قويةً، وأن الفرج يأتي بعد الشدة ما دمت تبذل الأسباب وتجتهد فيها (فإن مع العسر يسراً * إن مع العسر يسراً).

أسأل الله أن يوفقك للخير ويفتح عليك من فضله العظيم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً