السؤال
السلام عليكم.
سألني ولدي عن الاحتلام، مع العلم أنه درسه في حصة الدين والمدرس رفض شرحه، فماذا أقول له؟
السلام عليكم.
سألني ولدي عن الاحتلام، مع العلم أنه درسه في حصة الدين والمدرس رفض شرحه، فماذا أقول له؟
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أم مصطفى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.
فعجباً لمدرس يرفض أداء مهمته التربوية ويتمرد على رسالته العلمية! وإذا كان الطالب قد درس الموضوع فإن ذلك يعني أنه على أبواب هذه المرحلة بالفعل، وهو بحاجة ماسة إلى فهم القضية حتى يؤدي وظيفته في عبادة الله وطاعته، وحتى يدرك أنه أصبح مسؤلاً عن تصرفاته، وأنه أصبح رجلاً والرجال يبتعدون عن مواطن وجود النساء.
ومن واجبنا توفير الإجابات النموذجية، حتى لا يبحث عن الإجابة عند غيرنا، ولا مانع من شرح الموضوع له بهدوء، وحبذا لو كان ذلك عن طريق الأسلوب القصصي، ولو عن طريق لفت نظره إلى ما حوله من أبقار وأغنام وقطط، وكيف أنها تتكاثر وكيف أن الله حفظ نسل الكائنات، بما فيها هذا الإنسان الذي أودع الله فيه هذه الشهوة؛ ليحفظ بها أصل الإنسان الذي هو خليفة الله في أرضه، ومن واجبه أن يعمرها بطاعة الله، وأن يكثر عدد الموحدين، وأنت تعلم أنك كنت في السنوات الماضية طفلاً، وقد بلغت الآن بحمد الله وفضله مرحلة البلوغ، ونحن فرحون وسعداء بذلك؛ لأنك أصبحت رجلاً مكلفاً ومحاسباً على تصرفاتك كلها أمام الله تبارك وتعالى.
وعند وصولك لهذه السن كان لابد أن تعرف الأحكام المتعلقة بهذه المرحلة، التي يشعر فيها الرجل أنه يميل إلى الأنثى، وتتحرك عنده الشهوة، لكن الإسلام دين نظيف لا يرضى لهذه العلاقة إلا أن تكون شريفة معلنة، بعد أن يعد الإنسان نفسه مادياً لتحمل التبعات المترتبة على قيام أسرة جديدة، وفي هذه المرحلة لابد أن يعرف الإنسان كذلك علامات البلوغ، والتي منها ظهور شعر في منطقة العانة، وشعر الإبطين، ومن سنن الفطرة إزالة هذه الشعور، أما اللحية فإن من السنة تركها وإعفاؤها، كما أن جسم الإنسان يزداد، وكذلك نبرات صوته تصبح فيها خشونة.
وربما يستيقظ صباحاً فيجد في ثيابه الداخلية مادة فيها رائحة مثل صفار البيض، وهذه عبارة عن تصريف رباني لهذه الشهوة، وعند ذلك يجب أن يدخل الحمام ويغتسل من الجنابة، حتى يتمكن من الصلاة وتلاوة القرآن، وهذا الشيء هو ما يسمى بالاحتلام، وعندما تكبر وتدرس سوف تعرف أكثر وأكثر، وأنا أتمنى أن ترجع إلى والدك إذا لم يتضح لك أي شيء من هذه الأشياء؛ لأن الذي يخجل لا يتعلم، وهذه أمور شرعية تتوقف عليها صلوات وطاعات.
وبالله التوفيق والسداد.