الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بخيالات ووساوس وأشياء غريبة حولي!

السؤال

السلام عليكم

منذ فترة أشعر بخيالات ووساوس، وكأن أحداً يهمس لي في أذني، وأشعر أحياناً بلمسات على جسدي، وتنميل في أذني اليسرى، أو حركة في نفس الأذن، كما أشعر بأنفاس حولي، وكأن أحداً يجلس بجواري ولكن لا أراه، وليلة أمس شعرت بأحد يدفعني، ويخرجني خارج المطبخ، وفي نفس الليلة وبعد عدة ساعات حصل نفس الشيء، ولكن هذه المرة وكأنه يجذبني لداخل المطبخ.

يعلم الله أني محافظة على الصلوات والأذكار، وأذكار ما قبل النوم، والنية قبل البدء في أي عمل، أرجو منكم الإفادة، والعلاج الجذري لهذا الموضوع، لأني خفت كثيراً، وخفت على أولادي وزوجي من أن يمسهم مكروه.

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ H.H حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.

نسأل الله تعالى أن يصرف عنك كل مكروه، ونصيحتنا لك أولاً -ابنتنا الكريمة- أن تُداومي على ما أنت عليه من المحافظة على الصلوات والأذكار، فإن ذكر الله تعالى حصنٌ حصين، يتحصَّنُ به المسلم من عدوّه الشيطان وغيره، وقد جاءت بذلك أحاديث كثيرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، كقوله في فضل: (لا إله إلَّا الله وحده شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير)، وأن من قالها فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ كَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ.

أذكار المسلم التي يقولها خلال يومه وليلته حصنٌ حصين، يحافظ بها على نفسه من مكائد الشيطان ومكره.

لا نستطيع أن نفسّر -ابنتنا العزيزة- ما تشعرين به تفسيرًا دقيقًا وقاطعًا، ولكن يمكن أن يكون ما تعانينه -إذا كان حقيقة وليس مجرد أوهام- محاولات لإيذائك من الجن والشياطين، فلا تستسلمي لهذه الحالة التي تعيشينها، واستعيني بالله -سبحانه وتعالى- في مدافعتها، وسينصرك الله تعالى عليها وتخرجين منها -بإذن الله تعالى- سالمة، فلا تقلقي، ولا تخافي.

بادري إلى الأخذ بالأسباب للسلامة من شرور الشيطان وكيده، وأوَّلُ هذه الأسباب هو ما سبق ذكره من المحافظة على الأذكار، وقراءة القرآن، ولا سيما سورة البقرة وسورة الفاتحة والمعوذات، قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، واستعيني بالرقية الشرعية، فإن الرقية تنفع ممَّا نزل بالإنسان من المكاره وممَّا لم ينزل به.

استعملي الرقية، اقرئي على نفسك القرآن، وانفثي في يديك، وامسحي على جسدك، أو انفثي في ماء واشربي منه واغتسلي به، ولو استعنت بمن يُحسن الرقية الشرعية من الثقات المأمونين الذين يلتزمون بدينهم، ويقفون عند حدود السنّة النبوية؛ فإن هذا جائز.

اعتصمي بالله، واحتمي به، فإنه سبحانه وتعالى يقول: (أنا عند ظن عبدي بي).

كوني على ثقة تامَّة من أنك بذكر الله سبحانه وتعالى تصبحين أنت الأقوى، وأن كل المخاوف وكل المخلوقات تضعف أمام كلمة الله تعالى.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لكل خير، ويصرف عنك كل مكروه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً