السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا امرأة أبلغ من العمر 30 سنة، تزوجت قبل ثلاث سنوات من رجل مطلق يكبرني بسنوات، وله ثلاثة أبناء وابنة، كهم شباب، ويعيشون مع جدهم وجدتهم، وزوجي يعمل في إحدى دول الخليج.
وافقت على الزواج منه لأنه لم يتقدم لخطبتي أي شخص، ولأنني أنهيت دراستي ولم أجد فرصة للعمل، ولأن فيه صفات جميلة دنيوية وأخروية، فهو مقيم للصلاة ويتق الله، ومتعلم، وصاحب مال ونعيم، كنت سعيدة جدًا خلال فترة الخطوبة، ولم أفكر للحظة في تغيير رأيي، رغم أني رأيت منه سوء الخلق والعناد في وقت الخصومة، ولكني تجاوزت ذلك.
بدأت المشكلة بعد زفافنا، حين أصر على إحضار أولاده إلى البيت قبلي، بحجة أنهم سوف يستقبلوني على حسب قوله، وسيبقون معنا لمدة أسبوعين، رفضت في البداية، متعذرة برغبتي بقضاء بعض الوقت معه لأنني عروس جديدة، ثم لا مانع من استقبالهم، ولكنه أصر ووجد من الحجج ما وجد، وحينما ذهبت إلى بيته وجدتهم في انتظاري، وشعرت بأنه يفضلهم علي، ولا يريد أن يشعرهم أني سوف أنال حبه واهتمامه.
علمًا أنه يعاملني بجفاف عند حضورهم، ولا ينظر لي، ولا يتحدث معي إلا نادرًا، وكل اهتمامه لهم، عرفت حينها أنني المخطئة بزواجي منه، ولكني صبرت وقلت لعل الله يجد لي مخرجًا، ولا أريد الطلاق.
أنجبت بعد سنة من الزواج، وكانت معاملته سيئة لي بعد ولادتي للطفل، وأحسست أنه لا يرغب به ويتجنب حمله، والآن بعد ثلاث سنوات تغير عندما وجد من أولاده وبنته الأذية وقلة الاحترام، رغم كل ما كان يفعله من أجلهم، ويقول: إنك الأمل الوحيد مع هذا الطفل، ومع ذلك فهو يخطط لجمع أولاده جميعًا للسكن معنا؛ من أجل الدراسة في الجامعة.
منذ أن جاءت ابنته إلى بيتي وأنا أحاول النظر إلى الأمور الإيجابية في حياتي، أعامله بالحسنى دائمًا، وهو الآن يعاملني بالمثل، ولكن قلبي لا يزال غير صاف تجاهه وتجاه أولاده، أخاف منه مستقبلًا، وأكره أولاده جميعًا ولا أحبهم، أشعر أنهم خطر علي وعلى ابني، وأغار من حب زوجي غير المشروط لهم رغم مساوئهم، وأعيش في اكتئاب وحنين للماضي، أريد أن يعود الزمان لأغير كل شيء في حياتي، أحيانًا أفكر لو مات زوجي لربما كان الحال أفضل لي، لم أدع عليه، ولكن أقول: اللهم إني وكلتك أمري كله.
أعلم المخاطر من هذا التفكير، وأخاف على قلبي من الفتنة والسواد، أريد تقبل أولاده، ولا أدري كيف أتقبلهم! وأريد تربية طفلي تربية صالحة دون أن يتأثر بهم.