السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالبة في الصف الثالث الثانوي، عندما كنت في الصف الثالث الإعدادي، كنت أذاكر بجدٍ واجتهاد، حيث كنت أدرس لمدة 12 ساعة يوميًا، وأبذل جهدًا كبيرًا في التحصيل الدراسي.
عند بداية الامتحانات، لاحظت انتشار الغش داخل لجان الامتحان، حيث كان معظم الطلاب يغشون، وبعد ظهور النتيجة، صُدمت عندما وجدت أن أصدقائي الذين لم يكونوا يذاكرون قد حصلوا على درجات أعلى مني؛ مما جعلني أشعر بإحباط شديد وأبكي بحرقة، كيف يحصلون على درجات أعلى مني، وأنا التي كنت أدرس بجد واجتهاد؟
مرّت الأيام، وأقنعت نفسي بأن الله سيعوضني في المستقبل، وأن هؤلاء الطلاب لم يكونوا لينجحوا لولا الغش، لكن المشكلة الحقيقية بدأت عندما كانت والدتي تسأل عن مجموع صديقاتي في كل مرة تلتقي بإحداهن، وعندما تكتشف أن درجاتهن أعلى مني، كانت تقول لي: "جميعهن حصلن على درجات أعلى منك، فلماذا أنت فقط من حصلت على مجموع منخفض؟"
كنت أشعر بالحزن الشديد، وأتذكر الأيام الطويلة التي قضيتها في الدراسة، ثم أرى أنني لم أحصل على النتيجة التي كنت أطمح إليها، ومع مرور الوقت، بدأت أفقد الحافز، وبدأت أتساءل: لماذا حصلتُ على مجموع أقل رغم أنني كنت الأكثر اجتهادًا بينهم؟ لماذا حدث ذلك معي تحديدًا؟
تأثرت نفسيتي كثيرًا، حتى إني توقفت عن الصلاة، وعندما انتقلت إلى المرحلة الثانوية، لم أحضر أي دروس خصوصية، ولم أعد أذاكر، بل أصبحت أقول لنفسي: "إن كان لي نصيب في النجاح، فسأنجح." وفعلاً، نجحت في الصفين الأول والثاني الثانوي، لأن نظام المدرسة لم يكن يسمح برسوب الطلاب فيهما.
أما الآن، وأنا في الصف الثالث الثانوي، كلما حاولت فتح كتاب للمذاكرة، أستعيد ذكريات ما حدث معي، فأشعر بفقدان العزيمة، ولم أعد أمتلك الإرادة التي كنت أملكها سابقًا.
أشعر بالإحباط الشديد، وأقول لنفسي: "لو كنتُ حصلتُ على مجموع مرتفع في الصف الثالث الإعدادي، لما كنتُ في هذه الحالة الآن."
أنا أعلم أن كل شيء قسمة ونصيب، وأن الله قدّر لي هذا لحكمة ما، كما أعلم أنني الآن في سنة دراسية مصيرية يجب أن أركز فيها على مستقبلي. لكنني لم أعد قادرة على المذاكرة، وهذا الأمر يُرهقني نفسيًا أكثر.
ماذا أفعل لكي أستعيد حماسي للمذاكرة مجددًا؟ وكيف يمكنني الاهتمام بدراستي مرة أخرى، ونسيان ما حدث في الماضي؟ أرجو الرد في أقرب وقت.
شكرًا لكم.