السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أصبحت بعمري هذا، وفي كل يوم أشعر بالوحدة أكثر من قبل، أشعر أني يتيمة الوالدين رغم وجودهم بجانبي! نحن عشرة أبناء، فرّق شملنا، أما إخوتي فكل في مكانه، أحدهم تزوج وتركنا، والآخر يعولنا -لا حرمه الله الفردوس الأعلى- ينفق كل ما يجد علينا -والحمد لله- واثنان لا يهمهم أمرنا، والأخير كأنه واحد منا، شاب تعود على الاتكال على الآخرين، أخواتي تزوجت 3 منهن، وبقيت أنا وأختي الكبرى، الحمد لله حالنا مستور.
أنا فتاة عاقلة، أعلم أنني بنعمة من الله، وفضلني على كثير ممن خلق؛ فله الحمد دائماً وأبداً، أكتب لأنني أصبحت أنفر من والديّ، وأريد برهم؛ فقسوة أمي غير المبررة، أمي التي لم تكلف نفسها شيئًا لأجلنا، إذا مرضت لا تهتم لحالي، تطول بي أيام المرض لأيام طوال، ولا أجد حناناً ولا حباً، أما في كبري اهتممت بنفسي، كنت أضع الكمادات على رأسي، وأتألم بقهر، ليس بسبب المرض، بل أتألم أنه ليس لي أمٌ تدعو حتى الدعاء، أتألم على إهمالهم لي، وكأني لست شيئاً!
أمي التي تهمها نفسها فقط، إذا جعنا تأكل أمامنا وتتركنا نتظور، وننام جائعين، أمي التي لا تأمنا من خوف، ولا تحمينا من برد، كم أكتب!
أما والدي فيهملنا، ويبخل علينا، وقد سبق وكتبت استشارة عنه، وماذا أقول بعد! أنا مؤمنة بقضاء الله وقدره، والحمد لله على كل حال.
ما أود استفساركم عنه، كيف لي ببرهم وقلبي قاس عليهم؟ وكيف أحبهم؟
والثاني: كيف أشبع حاجتي للحنان والحب قبل الانجرار لما لا يرضاه الله؟ لا يأمن المرء على نفسه خصوصاً في ظل قسوة الأهل!
والسلام عليكم أجمعين.