الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تمضي فترات طويلة دون الشعور برغبة في التبول!

السؤال

أعاني من فقدان الشعور بالحاجة للتبول، وتمضي فترات طويلة دون الشعور برغبة في دخول الحمام، أدخل الحمام فقط عندما أشعر بعدم الراحة دون إشارة من المثانة أنها ممتلئة.

علماً بأنه لا يوجد دم ولا حرقة عند التبول، ولكن تمر فترة قبل أن أبدأه.

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الحسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بني العزيز: إنك تصف هنا حالة كلاسيكية مشهورة تسمى بظاهرة المثانة الكسولة، وتنشأ هذه الحالة لدى الأشخاص الذين يحاولون تأجيل الذهاب للحمام عند الشعور بالرغبة في التبول، بحجج مثل الانشغال بالدراسة، أو العمل، أو عدم الرغبة في استخدام دورات المياه العامة، والتأجيل إلى حين الرجوع إلى المنزل.

بمرور الزمن فإن المثانة تفقد القدرة على التواصل، وتنشأ حالة مثل ما تفضلت به من شرح، وهنا يجب أن أنوه إلى أن الحالة المذكورة سابقاً تصف ما تعاني منه لدى الغالبية العظمى من المرضى، إلا أن هناك حالات نادرة تكون مسببات ما تعاني منه عضوية، مثل أمراض قد تصيب الجهاز العصبي المركزي، أي الدماغ أو النخاع الشوكي، وهنا يتوجب على طبيبك المعالج أن يتأكد من عدم تواجد مثل هذه الحالات، وذلك بأخذ تأريخ مرضي إضافي، وإجراء بعض الفحوصات السريرية، مع إمكانية إرسالك إلى متخصصين في أمراض الجهاز العصبي.

أما بالنسبة للحالة الأولى؛ فإن المطلوب منك أن تحاول إعادة تعويد المثانة والمستقيم على الإخراج في أوقات معينة، ولنركز على المثانة، فأنا أنصحك بالذهاب إلى دورة المياه للتبول في فترات لا تزيد عن الساعتين والنصف إلى ثلاث ساعات، وعدم التأجيل إلى حين شعورك بما قد وصفت في رسالتك.

عليك أيضاً بالتخلص تماماً من الإمساك، وإنقاص وزنك، مع ممارسة الرياضة، وبالذات المشي أو الجري؛ لما لها من مقدرة على المساعدة في إرجاع المثانة والمستقيم، وحتى القدرة الجنسية إلى الحالة الطبيعية.

هناك فحص جيد قد لا يتوفر في الكثير من الأقطار العربية يسمى بدراسة ديناميكية المثانة، والجهاز البولي السفلي؛ مما يعين الطبيب على التوصل إلى التشخيص الدقيق لحالتك، ويبدأ هذا الفحص بمراجعة مفكرتك البولية، والتي هي ببساطة شديدة عبارة عن جدول يومي به مكان لتسجيل الزمن، ومكان لتسجيل كل ما تشرب من سوائل، مع تدوين حجمها، وكذلك مكان آخر لتدوين كل حالة التفريغ البولي، مع تسجيل حجم كل منها بالملليلتر.

كما يلزمك أن تكون صادقاً في التدوين، وعدم تغيير روتين حياتك لمجرد ملء هذا الجدول، معنى أن لا تزيد أو تنقص عن مقدار ما تشرب من سوائل، وأن لا تزيد أو تنقص من عدد ذهابك للتبول، بل حاول أن تسجل بدقة ما يحدث معك يومياً في حياتك المعتادة، وبعد ذلك يقوم الطبيب المتخصص بإجراء فحص لديناميكية المثانة عن طريق جهاز متخصص، وهنا يمكننا التوصل للتشخيص الدقيق.

هناك دواء قديم يسمى بالبيثانيكول، وهو بالطبع مختلف حوله لدى أطباء المسالك البولية، فهناك من يظنون بفائدته ونجاعته في إرجاع قدرة المثانة على التبول الطبيعي، وبالمقابل هناك من يظنون بعدم نجاعته وفائدته.

أنا من الفئة الأولى، فابحث عنه، وإذا وجدته فلا تتردد في تناوله، وليس له آثار جانبية خطيرة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً