الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وعدت مطلقة بإعانتها ماليًا ولم أقدر على الاستمرار!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا متزوج ولدي ثلاثة أبناء -ولله الحمد-، تعرفت على مطلقة -خلعت زوجها-، وعندها ثلاثة أبناء من زوجها المخلوع، ولم تتزوج إلى الآن.

المرأة لديها مشاكل مع طليقها بسبب السحر وخلافه على حسب أقوالها، ومشاكل في المحاكم حول قضايا النفقة للأولاد والذهب وخلافه، وأنا رغبت في أخذ الأجر، وفكرت في الزواج منها حتى أكون معينًا بعد الله تعالى لها، ولكني لست على ما يرام بعد معرفتي بموضوع السحر، كما أرسلت لها مبالغ كبيرة تقدر إلى الآن ب 35 الف، لمساعدتها على النفقة، ولكني لا أستطيع الاستمرار بهذه الحالة، فلدي أولاد ومصاريف للمدارس وغيرها.

سؤالي: هل لو أخبرتها بعدم قدرتي على الاستمرار أكون مذنبًا؟ علمًا أنا قلت لها إني معك حتى تنتهي مشاكلك، وتسددي ديونك، فبماذا تنصحوني؟ أرجو الرد على سؤالي، وليس التوجيه إلى سؤال آخر، والسلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ اسم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أخي العزيز- في استشارات إسلام ويب..

أولًا: نسأل الله تعالى أن يثيبك، وأن يتقبل منك إعانتك لهذه المرأة، والله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً، والإحسان للغير بالصدقات والإعانات المالية من أعظم القربات التي يتقرب بها الإنسان إلى ربه، فقد قال سبحانه وتعالى: {وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرًا وأعظم أجرًا}،، والمرء في ظل صدقته يوم القيامة، كما أخبر بذلك الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-.

وأما بخصوص سؤالك -أيها الحبيب-: فإن مجرد وعدك لها بأنك معها، وبأنك ستعطيها إعانات في المستقبل، كل هذا لا يجعل هذه الإعانة واجبة عليك، ولا تصير بذلك ملزمًا بأن تؤدي إليها شيئًا من الأموال، فهو مجرد وعد، وهذا الوعد إذا أمكنك بدون حرج ولا مشقة عليك أن تفي لها به وأن تعينها إذا كانت مستحقه للإعانة، فهذا شيء حسن، وعمل صالح، ولك أجره وثوابه عند الله.

أما إذا لم ترد هذا أصلًا، فلا إثم عليك، ومن باب أولى إذا كان في ذلك مشقة عليك، أو تضييع لحقوق الآخرين كالأولاد والزوجة ونحوهم، ففي هذه الحال ينبغي أن تؤدي أولًا الحقوق الواجبة عليك للآخرين، وبعد ذلك تنظر إلى جانب الإحسان والصدقات إلى من يستحق الإحسان والصدقة، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ابدأ بنفسك فتصدق عليها، فإن فضل عن نفسك شيئًا فلأهلك، فإن فضل عن أهلك شيئًا، فلذي قرابتك، فإن فضل عن ذي قرابتك شيئًا، فهكذا وهكذا) [رواه الإمام مسلم وغيره].

نسأل الله تعالى أن يوفقك للخير وأن يعينك عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً