الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشتاق لزوجتي حال الغربة وحين أرجع إليها لا أشتاق!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أود الاستفسار عن حالة تحدث لي وتتكرر معي.

أنا متغرب بعيد عن الزوجة والأولاد، وعند كل سفرة وعندما أكون بعيداً، أشعر باشتياق وحنين غير طبيعي لزوجتي، وعندما أعود وأجتمع بها، بعد اللقاء الأول أشعر بنوع من الاكتئاب وعدم الرغبة، وأرغب في قطع الإجازة والعودة، وأقضي الإجازة في حالة من عدم الارتياح، وعندما أسافر أشعر أيضًا أني غير قادر ومشتاق إليها من جديد.

لا أعرف إن كانت هذه الحالة سحرًا أم هي حالة نفسية، علمًا بأني أتناول أدوية للوسواس القهري منذ سنتين، فهل هي مرتبطة بالموضوع أم هذا طبيعي؟ وما الحل؟ لأن زوجتي أيضًا تقول لي إنني متغير، أرجو الإفادة.

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك –أخي الفاضل– عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك بهذا السؤال.

أخي الفاضل: إن ما وصفته في سؤالك إنما هي حالة طبيعية، لا أعتقد أن لها علاقة بالوسواس القهري الذي تتلقى علاجه، وليست قضية سحر أو مرض نفسي، وإنما هي ظاهرة طبيعية، فعندما تبتعد عن زوجتك وأولادك من الطبيعي أن تشتاق إليهم، فأنت في غربة بعيد عنهم، وبالتالي تحنُّ وتشتاق إليهم، وتتطلّع إلى رؤيتهم، وعندما تذهب إلى بلدك وتلتقي بزوجتك وأولادك ما هي إلَّا فترة قصيرة حتى تشغلك القضايا اليومية التي تشغلهم في بلدهم، وبالتالي تتطلّع إلى العودة إلى الغربة وبلد العمل، هروبًا (ربما) من بعض المشكلات والصعوبات اليومية الطبيعية الموجودة في حياة كل أسرة، وتحنُّ إلى الوقت الذي كنت فيه وحيدًا في بلد الإقامة -بلد العمل- بعيدًا عن المشكلات اليومية، وأنت تكونُ مشغولًا بنفسك دون الآخرين.

أخي الفاضل: بشكلٍ عام لا أنصح الإنسان أن يعيش في بلدٍ غير بلد زوجته وأولاده، إلَّا للضرورة، وعلى ألَّا تطول هذه المدة، فزوجتك وأبناؤك يحتاجون إليك لتكون ملبيًّا لأبنائك وشريكًا لزوجتك، وأنت أيضًا تحتاج إليهم.

إذاً: هذه حالة ظاهرة نفسية طبيعية، لا تتطلب منك العلاج النفسي أو الدوائي، ولكن تحتاج النظر هل تبقى على هذا الحال أنتَ في بلدٍ وزوجتك وأولادك في بلدٍ آخر، وإذا كان بإمكانك اختصار هذا الافتراق فهذا طيب، مفيدٌ لك ولزوجتك ولأبنائك؛ لأن الوقت يمرُّ سريعًا، وتجد الطفل الذي تركته طفلًا صغيرًا سنوات وإذا به شاب لم يعش في كنفك ولم تقم بتقديم التوجيه والرعاية والتربية له.

حاول النظر في هذا، ولكن أطمئنك أن ما وصفته في سؤالك أمرٌ طبيعي، لا يحتاج إلى تشخيص أو علاج، متمنِّيًا لك ولأسرتك الالتئام والعيش المشترك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً