الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد الزواج بفتاة أكبر مني وأخشى رفض الأهل، فما نصيحتكم؟

السؤال

أنا شاب أحببت بنتاً أكبر مني بست سنوات، وأريد أن أتقدم لخطبتها، ومتخوف من رفض أهلي لصغر سني وفارق السن، ورفض أهلها بذات السبب، وبحجة أني سأمل منها بعد فترة من الزواج، أو نظرة المجتمع لنا.

علماً بأني لم أتعامل مع أهلها حتى الآن، ومتخوف من الرفض، فماذا علي أن أفعل؟

شكراً جزيلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرزقك الزوجة الصالحة البارة التقية، إنه جواد كريم.

ابتداءً نحن نستشعر معاناتك وقلقك، وهذا أمر طبيعي في شاب يجد صراعاً بين عاطفة دافعة إلى مجهول لا يدري خاتمته، ولا يعرف صواب الطريق من عدمه، لذا ثق أن رسالتك قد وصلت إلينا كاملة غير منقوصة.

ثانياً: دعك الآن من أهلك وأهلها، ودعك كذلك من عمرك وعمرها، وأجبنا عن هذه الأسئلة:

1- أنت لا زلت طالباً، ولما تصل إلى العشرين من عمرك، فهل أنت مدرك معنى الزواج ومسؤولياته وحاجياته؟ هل أنت مستعد مادياً لهذا الزواج؟ هل تدرك معنى أن تكون مسؤولاً عن امرأة لها متطلباتها، وأنت زوجها، فلا تطلب إلا منك؟ هل تعلم كم يتكلف البيت شهرياً من طعام وكهرباء وماء وكساء ودواء...لماذا نقول ذلك؟

نحن لا نقول ذلك لنثبطك، ولكن لنحذرك من أحد وسائل الشيطان لصرف ابن آدم عن الخير، وهي إشغاله بغير المقدور عليه ليضيع المقدور عليه، وهذا يورثه حتماً الهم والضجر، لأنه سيضيّع ما هو واجب عليه وما كان يمكن أن يحققه بسبب هذا التفكير غير المقدور عليه.

أخي: إن كثيراً من الشباب تدنت درجاتهم العلمية، بل وبعضهم رسب وانتهت حياته العملية بعد أن كان من أوائل دفعته بسبب هذا الانشغال، ثم تأتي الفاجعة! أن من كان يريدها تقدم لها من هو أقل منه تديناً لكنه أنهى دراسته، وكان قادراً على الزواج فقدموه عليه! وهنا تكون المصيبة فلا دنيا أصابها، ولا زوجة حصلها، ولا دراسة أنهاها، وكل ذلك بسبب هذا المدخل الشيطاني.

لذا نصيحتنا لك ولكل من هو في مثل عمرك، أن يترك التفكير في الزواج حتى يستطيع مادياً واجتماعياً، فالزواج هنا يتقدم وسيكون الطريق واضحاً، والخاتمة الحسنة مأمولة.

2- دعنا نفترض أنك قادر على الزواج مادياً، فهل تصلح تلك الفتاة لك؟! الفتاة -أخي- أكبر منك، ونحن -ومن واقع التجارب في عصرنا الحالي- نقول لك: لا نحبذ الزواج من المرأة الكبيرة لأمور كثيرة، يمكنك معرفتها بعد ذلك، بل إننا نرغب أن يكون بين الزوج وزوجه من خمس إلى تسع سنوات لصالح الزوج، بحيث يكون هو الأكبر.

3- قد يدخل لك الشيطان من مدخل آخر وهو: الفتاة جيدة، لن تجد مثلها، الفتاة دينة وصاحبة خلق، وهذا -أخي- ديدن الشيطان مع الجميع، ونحن نقول لك: استعد واطمئن فالخير موجود وقائم، ولن تعدم الخير في أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

ثالثاً: إننا لا نرى الفتاة الخيار الأفضل لك لأمرين:
1- لأنك لا زلت طالباً.
2- لأنها أكبر منك.

ننصحك أن توقف التواصل معها فوراً، وأن تعمل فيما تقدر عليه حتى لا ينفرط عمرك سريعاً، ثم تكتشف أنك لم تستطع فعل ما يجب وضاع عمرك هدراً.

نسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يختار لك الخير إنه جواد كريم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً