الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي شعور بأن الناس يكرهوني فصرت منطوياً.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب بعمر 30 عاماً، لستُ متزوجاً، أكره نفسي وأحس أن الآخرين يكرهوني، وأتمنى الموت كل يوم.

علماً بأني أدعو بذلك فقط، ولم أفكر يوماً أن أقتل نفسي؛ وإذا أخطأت فلا أنسى خطئي، وأشعر أن الجميع يتذكره، وهذا الشعور كل مرة يراودني، وأثر علي في مجال حياتي، وصرت الآن بلا أصدقاء، وصار أدائي في عملي يضعف.

أرجو منكم النصح، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو جابر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نقدر صراحتك وثقتك في مشاركة مشاعرك وتحدياتك النفسية، مما ذكرت يبدو أنك تعاني من مشاعر الاكتئاب، وربما القلق الاجتماعي، ولعل هناك بعض الأمور التي يمكننا مناقشتها لمساعدتك.

أشهر الأعراض التي يمكن أن ترتبط بالاكتئاب ما يلي:
- مزاج مكتئب معظم اليوم، وتقريبًا كل يوم.

- فقدان الاهتمام، أو المتعة في معظم الأنشطة.

- شعور بالدونية، أو الشعور بالذنب الزائد.

- صعوبة في التركيز، أو اتخاذ القرارات.

- فقدان الطاقة، أو الشعور بالإرهاق.

- أفكار متكررة عن الموت.

أنت لست وحدك في هذا، وهناك طرق عديدة للعلاج والدعم؛ وتذكر هذا ليس تشخيصاً، وإنما تبصير لك؛ لتبحث عن التشخيص لدى الطبيب، أو الأخصائي النفسي.

وإليك بعض النصائح التي تعينك:

- من المهم أن تتحدث مع مختص نفسي؛ فيمكن للعلاج السلوكي المعرفي (CBT) أن يساعدك في تغيير الأفكار السلبية، والتحكم في مشاعرك.

- في بعض الحالات قد يكون الدواء ضرورياً؛ لذا استشر طبيباً نفسياً لتقييم حالتك، واقتراح العلاج المناسب.

- حاول إعادة التواصل مع الأصدقاء والعائلة؛ فالدعم الاجتماعي يلعب دورًا كبيرًا في تحسين الحالة النفسية.

- النشاط البدني والحركة، أو ممارسة الرياضة يساعد في تحسين المزاج، وتقليل مشاعر الاكتئاب.

- الزم الدعاء والاستغفار، قال تعالى: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) (النمل: 62). ادع الله واستغفره، فهو القادر على تغيير حالك.

- حافظ على الصلاة فهي تساعد في تهدئة النفس، والشعور بالسكينة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أرحنا بها يا بلال).

- القرآن كله شفاء للقلوب، حاول قراءة سورة يوسف فهي تجلب الطمأنينة، وتذكرك برحمة الله، وقدرته على تغيير الحال.

- حاول الانضمام إلى حلقات ذكر في المسجد؛ لتكون محاطاً بأشخاص يدعمونك إيمانياً.

- حاول كتابة مشاعرك في دفتر يوميات، فهذا يساعدك على التعبير والتفريغ النفسي.

- حدد أهدافًا صغيرة لتحقيقها كل يوم لتشعر بالإنجاز.

- حاول تعلم مهارات جديدة، أو ممارسة هوايات تجلب لك المتعة.

نتمنى أن تجد في هذه النصائح ما يعينك، ويخفف من معاناتك، وإذا كنت تشعر بالحاجة إلى مزيد من الدعم أو النصيحة فلا تتردد في التواصل.

نسأل الله أن يفرج همك، ويصلح حالك، ويمنحك القوة لتجاوز هذه المرحلة الصعبة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً