الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وعود الشباب للفتيات، الخداع باسم الزواج

السؤال

السلام عليكم.

دخلت فتاة في علاقة محرمة مع شاب، كان هذا الشاب يحاول مساعدتها في بادئ الأمر، ثم بدأ يُظهر تصرفات تدل على الاهتمام بها، فوقعا في حب بعضهما، لكن في النهاية انتهى الأمر بالفراق، لأن الشاب رأى أن مشاعره قد انتهت وتغيّرت.

سؤالي هو: مع علمي أن كليهما مخطئ، ألن يحاسب الله شخصًا أوهم فتاة بحبه وجرّها إليه، وعاش معها لحظات اتبع فيها رغباته وحققها، ثم تركها؟ أتحاسب هي فقط على تساهلها؟ وهل يمكن أن تدعو عليه بسبب كل الكلام الذي قاله لها، وكل الوعود التي وعدها إياها، بأنه لن يتخلى عنها، وفي النهاية كان كل ذلك كذبًا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب.

لا شك ولا ريب -أيتها الأخت- أن هذه الفتاة قد أعانت على نفسها، وهي مظلومة وظالمة في آنٍ واحدٍ، وهذا النوع من الرجال الذين يُحسنون مخادعة الفتيات الساذجات كثيرٌ جدًّا، وهذه النهاية التي انتهت إليها هذه الفتاة، هي النهاية الغالبة في حال كثيرٍ من الفتيات.

مَن وفقها الله تعالى من أوّل الأمر، ووقفت عند حدود الله، وعرفت أن الله تعالى لا يشرع التكاليف الشرعية، ولا يُؤدِّبُنا بالآداب الشرعية إلَّا لمصالحنا، لو أدركت هذا من أوّل الأمر وامتثلت أمر الله تعالى وأطاعته؛ فإنها بذلك تحفظ نفسها ودينها، وتعلو ويعزُّ مقدارُها في عيون الرجال، ولكن -للأسف- تقع الفتاة في غفلة عن الله تعالى، وتُصدِّق بعض المجرمين، الذين يُحسنون مخادعة الساذجات من الفتيات، ثم تؤول الأمور وتنتهي إلى هذه النهايات المؤلمة.

ممَّا لا شك فيه أن هذا الرجل قد ارتكب إثمًا، وفعل جُرمًا، والله تعالى سيُحاسبه على عمله، لا شك في هذا ولا ريب، ولكن هذه الفتاة تبقى أيضًا هي المسؤولة عن عملها، كما قال الله تعالى: (كل نفسٍ بما كسبتْ رهينة)، فهي عاملة بإرادتها، واختارت الوقوع في هذا الفعل الذي فعلته، فتتحمّل النتائج والعواقب، ولهذا: نصيحتنا لها أن تتوجه نحو المستقبل، وأن تحاول إصلاح ما فسد، وأن تُدرك أن ما وقعت فيه ليس هو نهاية التاريخ، فبإمكانها أن تُغيّر من نفسها ومن حياتها، والله تعالى إذا علم منها الصدق في التوبة والإنابة؛ فإنه سيجعل لها فرجًا ومخرجًا.

يجب عليها أن تُسارع أولًا إلى التوبة، وتندم على فعل المعصية، وتعزم على عدم الرجوع إلى المعاصي في المستقبل، وتُقلع عن هذا الذنب الذي تتوب منه، فإذا تابت فإن الله تعالى يمحو ذنبها أولًا، ويغفر لها ذلك الذنب، وهذا أهمُّ مطلوب، ثم بعد ذلك تتوجه إلى الله تعالى لييسّر لها الأمور، ويرزقها الرزق الحسن، وتعلم بأن ترك هذا الرجل لها هو الخير، فإن هذا النوع من الرجال لا يُؤْمَنون على أن يكونوا أزواجًا.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتوب عليها، وأن يغفر لها، وأن يجعل لها من أمرها يُسرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً