الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي اضطراب قلق وهلع، فهل الدواء الذي تم وصفه صحيح؟

السؤال

السلام عليكم.

عمري ٢٩ سنة، متزوج منذ ٦ أشهر، وكنت مدخنًا، قبل زواجي بشهر ونصف جاءني شد بعضلة الصدر الأيسر عند الضلوع، ومن الخوف أنه شيء خطير جاءتني نوبة هلع، وبذهابي لقسم الطوارئ بالمشفى وإجراء الفحوصات أبلغوني أنه مجرد شد عضلي، وللاطمئنان ذهبت لطبيب القلب الذي أخبرني أنه لا يوجد شيء، -والحمد لله- ولكن الألم استمر، فتوقفت عن التدخين لخوفي.

بعدها أصابني إمساك، وانتفاخ بالبطن، فذهبت لطبيب الباطنية، وأعطاني نكسيوم، وكولونا، فتحسنت المعدة، وعدت للتدخين مرة أخرى بسبب زيادة التوتر قبل زواجي، وبدأت الأمور بالتحسن، ولكن فجأة في يوم جاء لي شد بالمعدة، وكانت رافضاً للطعام تمامًا، ولم أستطع الأكل، وبدأت تأتيني نوبات هلع أثناء النوم، فأعطاني الطبيب سبرالكس ١٠ أقراص ليلاً، وبدأت الأمور في التحسن مع السبرالكس، ولكن نبض القلب ارتفع، -والحمد لله- جميع فحوصات القلب سليمة.

بعد عودتي من شهر العسل توقفت عن التدخين، ثم السبرالكس؛ لأنه بدأ يتعبني ويجعلني (همدان)، وأنام كثيرًا، ولكن بعد التوقف عنه رجع النبض يرتفع مرة أخرى، وأصبت بضيق بالتنفس، وعدم التركيز، فذهبت لطبيب نفسي منذ شهرين، فأعطاني سبرالكس ١٠، ثم زاد لـ ١٥ ونصف قرص رسبردال.

لم أتحسن بالعلاج، فأنا طول الوقت لدي إحساس بنبضات القلب، وشد بالصدر، والعنق، ودائمًا آخذ نفسًا عميقًا، وأحس بالخوف في البطن كإحساس نوبة الهلع، وقلة النشاط، والتركيز، وخوف من الموت، والتفكير فيه كثيرًا، وأحاسيس بالهلاك، فهل العلاج الموصوف من الطبيب جيد؟ ولماذا لم أتحسن؟ وهل مع الوقت هذا القلق والتوتر سيؤثر بالسلب على القلب والجسم؟

أرجوكم إفادتي مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا جزيلًا على استشارتك، والحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه.

أنت ذكرت في رسالتك أنك تعاني من بعض الأعراض التي في مجملها تصب في اضطراب القلق، وتحدث معك نوبات من الهلع من وقت لآخر، ومن الواضح أنك سلكت الطريق الصحيح باستشارتك للطبيب النفسي، وبدأت العلاج بطريقة صحيحة، ولكن لا زلت تعاني من بعض الأعراض التي لم تختفِ حتى الآن، وخاصةً ما يتعلق بالأعراض الفكرية، والخوف من الموت والتفكير الكثير.

وهذه الأعراض في مجملها هي جزء من أعراض اضطراب القلق، وتأتي أيضًا مصاحبة لنوبات الهلع، وبالتالي الخطة العلاجية للتحكم في هذه الأعراض مرتبطة بتقليل القلق والتحكم فيه، وبالتالي التحكم في نوبات الهلع.

هناك تدخلات مختلفة علاجية، منها الأدوية، ومنها العلاجات السلوكية، والعلاجات الاجتماعية، والتدخلات الاجتماعية الأخرى التي تساعد على التقليل من أعراض القلق.

نبدأ أولًا بموضوع الأدوية، فأنت ذكرت أنك الآن تتناول السيبرالكس 15 ملجم، وهو من الأدوية الجيدة لعلاج اضطراب القلق، وربما الجرعة زادت الآن بمعدل 10 إلى 15، قد تحتاج الاستمرار -إذا استمرت الأعراض- على جرعة 15، ثم مراجعة الطبيب لزيادة الجرعة إلى 20 ملجم، إذا لم تزل كل الأعراض.

عادةً الاستجابة للدواء تأخذ بعض الوقت، وتأتي النتائج الإيجابية تدريجيًّا، ولكن أيضًا يحتاج إلى تدعيم بالعلاجات أو التدخلات الأخرى.

موضوع دواء الـ (ريسبيريدال) أحيانًا يُساعد على تخفيف القلق في مرحلة العلاج، ولكن لا تحتاج الاستمرار عليه بشكل مستمر؛ فله أيضًا أعراض جانبية، ومن المعروف عن دواء السيبرالكس أيضًا في فترة بداية العلاج أنه مضاد للقلق، لكنه أحيانًا يزيد القلق في الفترة الأولى بزيادة بسيطة، ومن بعدها تقلّ الأعراض بشكل جيد.

عادةً إذا كانت هناك أعراض متبقية بعد بداية العلاج يمكن دعم الخطة العلاجية الدوائية ببعض التدخلات العلاجية الأخرى لتقليل القلق في أثناء فترة الاستجابة للعلاج، ويفضل أن يتم ذلك عن طريق مراجعة الطبيب، فهنك بعض الأدوية التي يمكن أن تُساعد على التحكم في الأعراض، بالذات أعراض الإحساس بضربات القلب، مثل دواء الإندرال، يمكن أخذها لفترة للتحكم في الأعراض، وبعد التشافي من اضطراب القلق وقلة هذه الأعراض، لا تحتاج إلى استخدامها باستمرار.

من المهم جدًّا أن نستصحب مع الخطة العلاجية أشياء أخرى، كما ذكرتُ لك، أولًا: الحمد لله أنت شاب في فترة مقتبل العمر، نقول: من الأشياء المهمة جدًّا: ممارسة الرياضة؛ لأن الرياضة تساعد على تخفيف القلق وتخفيف الاضطرابات المختلفة، منها الإحساس بالخوف، والإحساس بالهلاك كما ذكرت.

كذلك ممارسة الأنشطة الاجتماعية المختلفة، سواء كانت داخل الأسرة أو خارجها، خاصةً وأنت رجل متزوج حديثًا، وهذا أمرٌ لا بد أن يكون عاملًا مساعدًا للتخلص من القلق، وذلك من خلال ممارسة بعض الأنشطة الاجتماعية.

كذلك لا ننسى بعض الأنشطة الترفيهية التي تساعد على تقليل القلق، ومنها الالتزام بالشعائر الدينية المختلفة، والتزام الذكر وتلاوة القرآن.

أيضًا هناك تدخلات نفسية يمكن استصحابها لعلاج القلق، ومنها العلاج الفكري السلوكي (CPT)، وهو من العلاجات النفسية التي لها نتائج جيدة للتحكم في القلق، والتي تساعد على تغيير الفكرة السلبية المصاحبة للقلق إلى فكرة إيجابية، وبالتالي التحكم في نوبات القلق.

هذه هي الخطة العلاجية كاملة، أرجو أن يكون فيها الشفاء لك، كما أرجو مراجعة الطبيب، وذلك للتأكد من أخذ العلاجات المناسبة، ونسأل الله لك العافية والشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً