الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حالات الاكتئاب والقلق الناتجة عن مواجهة بعض الصعوبات الحياتية

السؤال

مشكلتي بدأت منذ خمس أو ست سنوات، فمنذ تلك الفترة أعاني من قلة النوم والاكتئاب الملازم، والقلق والتفكير وضيق في الصدر، والبكاء المستمر بسبب وبدون سبب، أموري معقدة وغير ميسرة، غير مبسوطة لا في الشغل ولا في البيت، كل شيء يمشي معي بصعوبة، حتى أموري الشخصية معقدة، فأنا فتاة عمري 29 -والحمد لله- على قدر كاف من الجمال، ولكن كل ما يقرب الزواج أو يكون في موضوع يخص عريساً أتعقد، لا أعرف حالتي دائمة بالاكتئاب والنكد والبكاء، وأنا بطبيعتي مرحة وأحب الحياة فماذا أعمل؟

الحمد لله أنا أعرف الله كثيراً، أصلي ولا أقطع فرضاً، وأقرأ القرآن وعلى اتصال دائم، لكن لا أعرف لماذا أموري متعسرة في كل شيء، أشعر لو فرحت 5 دقائق الدنيا تستكثر علي هذه الفرحة، لأني بالفعل بعدها أدخل في حالة من الحزن والكآبة.

أرجو مساعدتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لينا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد:

فالحمد لله الذي أنعم عليك بالالتزام بصلاتك وقراءة القرآن وهذا شيء عظيم، ولكن أرجو ألا تستنكري أنك بالرغم من التزامك الديني تصيبك هذه الأعراض، فالحالة إن شاء الله بسيطة وهي نوع من الابتلاء والاختبار ويجب أن تؤخذ في هذا السياق وليس أكثر من ذلك.

أنت لديك أشياء إيجابية عظيمة في حياتك، يظهر أن عسر المزاج قد جعلك تتناسينها ولا تذكرينها، وهذا في نظري أدى إلى نوع مما يعرف بالتوجه المعرفي الوجداني السلبي، وهذا في حد ذاته يؤدي إلى الشعور بالسأم والكآبة، إذن فكري في إنجازاتك، فكري في نفسك، فكري في تعليمك، في وظيفتك، في أنك مقدمة على الزواج، وهذه كلها إن شاء الله أشياء عظيمة وإيجابية والتفكير فيها سوف يغير مسار حياتك بإذن الله تعالى.

أنا في مثل حالتك حقيقة أنصح بتناول الأدوية المضادة للاكتئاب، أنت الحمد لله لا تعانين من اكتئاب مطبق، ولكن يظهر أن شخصيتك تعاني من هذه السمات الاكتئابية التشاؤمية، هنا سوف يكون الدواء إن شاء الله مفيدا لك، والدواء الذي أفضله هو عقار يعرف باسم سبرلكس، أرجو أن تتناوليه بمعدل نصف حبة - 5 مليجرام - ليلاً لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى 10 مليجرام، واستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضيها إلى 5 مليجرام مرة أخرى لمدة شهر، ثم توقفي عنه، هذا إن شاء الله سوف يؤدي إلى انشراح صدرك وزوال هذه الكآبة.

لا بد أيتها الفاضلة أن تنظمي من وقتك خاصة أنك تعانين من قلة النوم، عليك بممارسة الرياضة، عليك بالابتعاد من نوم النهار، لا تكثري من السهر، كوني حريصة على أذكار المساء، لا تشربي الشاي أو القهوة بعد الساعة السادسة مساء حيث أنها تحتوي على مادة الكافائين، والكافائين يعتبر من المنبهات الشديدة جدّاً.

إذن أرجو أن تتبعي الإرشاد السابق وأن تفكري إيجابياً وأن تتناولي الدواء الذي ذكرته لك وسوف تجدين بإذن الله تعالى أنك قد أصبحت منشرحة الصدر وطيبة الخاطر وهادئة البال -بإذن الله-.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً