الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بين إرجاع زوجتي وإغضاب أهلي..متحير يرجو مساعدتكم!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا متزوج، لدي طفل بعمر سنة وخمسة أشهر، المشاكل في بداية الزواج كانت يسيرة، حتى إنجاب الطفل، بدأت المشاكل تزيد معي ومع أهلي، وكنت أتغاضى أحياناً، وأؤدبها أحياناً أخرى، والمشكلة أن مشاكلها مع أهلي لم يكن أحد يخبرني بها، لأنها تحدث وأنا خارج المنزل.

علماً بأني قد أغضبتها دون طلاق بعد عيد الفطر الماضي، وذهبت لأهلها أسبوعين، ورجعت لوحدها، ثم حدثت مشاكل أخرى، فاضطررت إلى إرجاعها بيت أهلها مرة أخرى قبل عيد الأضحى الماضي، ومكثت نحو شهر ونصف، وأرجعتها، ولكن المشاكل زادت أكثر.

بعد ذلك وصل بي الحال إلى الطلاق، وعلمت بعدها أن هناك من قام بعمل سحر تفريق، والآن أريد إرجاعها، لكن أهلي يقفون بين إرجاعها، بحجة أنها ليست سليمة عقلياً، وأن حالها لن يصلح.

هددني ابن عمي بقتلي وقتلها إن أدخلتها المنزل، وأهلي هددوني إن أصررت على ذلك سيقطعون علاقتهم بي، علماً بأن والدتي توفيت منذ وقت قريب، وهي من كانت تمنعني من الطلاق، وتنصحني حتى لا تكبر المشاكل، والآن أنا محتار بين إرجاعها من أجل الطفل، وبين عدم مقاطعة أهلي في المنزل.

أرجو إعطائي النصيحة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بكار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وبعد:

غالباً ما تحدث اختلافات في وجهات النظر بين الزوجة وأهل زوجها، وكذلك الزوج وأهل زوجته، وهنا دائماً ننصح الزوج فنقول له: أطع أهلك ولا تظلم زوجتك، وهذا يحتاج إلى تعامل واع وتوازن بين العلاقتين، بحيث لا يؤثر أحدهما على الآخر.

لكن يبدو أن الأمر معك قد أخذ أبعاداً مختلفة؛ نظراً لتدخل أطراف بطريقة خاطئة، وهذا يفرض عليك تحييد تلك الجهات ابتداء، لذا دعنا نوصيك بما يلي:

أولاً: الزوجة ومن خلال سردك ليست مستحقة للطلاق، وعليه فنرجو منك أولاً أن تتواصل معها، وأن تهدئ من روعها، وأن تخبرها أنك بصدد حل المشاكل أولاً.

ثانياً: لا ترسل لأهل الزوجة أو للزوجة المشاكل التي مع أهلك، كما لا تخبر أهلك بما يحفزهم تجاه زوجتك وأهلها، واحتفظ بشعرة معاوية في ذلك.

ثالثاً: ابن عمك هددك وهددها بالقتل، ولا ندري هل هذا على سبيل الحقيقة أم لا؟ كما لا ندري ما المشكلة التي تحمل رجلاً غريباً عنها أن يفعل ذلك؟! لذا نرجو أن تدخل بعض الحكماء من أهلك، أو بعض المشايخ الذين يحترمهم أهلك، (ومنهم ابن عمك) لمداواة هذا الجرح.

رابعاً: بعد أن تستوعب الاختلافات الداخلية مع أهلك، اعمد إلى إيجاد منطقة متوسطة بين الاحتفاظ بأهلك وزوجتك، ويمكن لبعض أهل العلم والشرع أن يتدخلوا في ذلك.

خامساً: احذر أن يدفعك حرصك على أهلك أن تظلم زوجتك، أو حبك لزوجتك أن تقاطع أهلك، بل احرص على الاثنين معاً، وكلما أساؤوا إليك أحسن إليهم، والزمن -أخي- جزء من العلاج.

نسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً