السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا مخطوبة لابن خالتي، وأهلي يرونه مناسبًا، ولكني لا أتقبله، وكل موقف وتصرف يصدر منه يغضبني، واعتراضي على طريقة تفكيره، فهو يشعر بأن الدنيا كلها ضده، وأنه محسود، ولا يتحمل المسؤولية، وأشعر بأنه بخيل أحيانًا، ولا أرى فيه إلا الصفات السيئة، لا يمكنني رؤية محاسنه.

أهلي يرون أني أتحجج بالرفض فقط، وأنا حائرة هل أنا أتحجج فقط وسأظلمه بذلك، أم أنه بالفعل غير مناسب ويجب تركه؟ ولو أني سأكمل معه كيف سأكمل؟ علمًا أني صليت الاستخارة مرتين، ومشاعري كما هي.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيكِ به، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

لا شك أن ابن الخالة بأرفع المنازل، ونسأل الله أن يؤلف القلوب، وأن يصلح الأحوال، وأرجو أيضًا أن يكون هناك اعتبار واهتمام بوجهة نظر الأهل، إذا كان هذا النفور الحاصل له أسباب، سيزول بزوالها، أما إذا لم يكن له أسباب؛ فأرجو أن تهتموا بمسألة الرقية الشرعية، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينكما على الخير.

ونحب أن ننبه بأنك لن تجدي إنسانًا بلا عيوب ولا نقائص، ولن يجد الرجال امرأة بلا نقائص ولا عيوب، فنحن بشر والنقص يطاردنا، وطوبى لمن تنغمر سيئاته القليلة في بحور حسناته، وإذا وجدت الشروط الأساسية كونه يصلي، كونه يسعى ويحاول ويجتهد، لأن الإنسان يلام على كسله، وعدم بذله للأسباب، لكنه لا يلام على قلة ذات اليد، لأن الرزق من الله، وإذا تزوج الإنسان تفتح عليه الأبواب، وطعام الاثنين يكفي الأربعة، وكل طفل سيأتي برزقه، والمرأة تأتي برزقها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينكما على الخير.

وإذا كان الأهل شاهدوا فيه الصفات الجميلة، وأنت لا تشاهدين هذه الصفات، فأرجو أن تعطي نفسك فرصة، وتحاولي أن تحشدي الإيجابيات الموجودة، ثم تضعي السلبيات، ولا مانع من التواصل مع الموقع.

الإحساس بأنه بخيل ونحو ذلك من هذه الأمور هي مسألة نسبية، وهناك فرق بين من عنده أموال ولا يبذل، وبين الذي لا يملك أموالا، أيضًا مرحلة الخطبة لا تبين هذه الأمور، لأنه غالبًا الفتاة تريد أن ينفق عليها، وربما أهل الزوج يريدونه أن يمسك يده حتى يؤسس ويكون نفسه، فبالتالي هذا قياس قد يكون له أسباب خارجية.

وكونه لا يتحمل مسؤولية هذا أيضًا نحتاج إلى أن يفهم، إذا كان لا يتحمل مسؤولية كيف سيتقدم للزواج؟ ونسأل الله لنا ولكما التوفيق والسداد.

عمومًا نحن لا نؤيد الاستعجال في مثل هذه الأمور، وإذا كنت قد عملت الاستخارة، فقد أحسنتِ، وبقي أن تشاوري العقلاء من محارمك وأهلك ممن يعرفون الشاب ويعرفونك، فإذا كان هو ابن الخالة فهناك خالات أو أخوال آخرون يقفون في نفس المسافة بينك وبينه، وبالتالي بإمكانهم أن يعطوك الرأي السديد في هذه المسألة، وعمومًا نحن نكرر دعوتنا لك أن تعطي نفسك فرصة، وتعطي الشاب المذكور فرصة.

ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والخير.