السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا مهندس برمجيات، تعلّق قلبي بفتاة ذات خُلق ودين، ومن أصل طيّب، وهي كذلك تعلّقت بي تعلّقًا شديدًا.
تواصلنا مراتٍ، ثم كنا ننقطع خشية أن نُحرَم من بعضنا بسبب العلاقة المحرّمة، وقد رفضت الفتاة خُطّابًا كُثُراً وفاءً بوعدي لها، وقد وعدتُها بالتقدُّم في وقت محدد، ثم وعدتُها مجددًا بالتقدُّم للمرة الثالثة بعد شهرين من الآن.
أنا الأصغر بين إخوتي، الكبير يعمل صيدلانيًّا، وهو من يعول الأسرة ويقوم بدور الوالد، ولم يتزوّج لأسباب نفسية، وقد أحبّ فتاةً لم تكن مناسبة دينيًا، وبعدها لم يتقدّم لغيرها، أما أخي الأوسط فهو طبيب يعمل في نيابة الجامعة، وربما لديه رغبة في الزواج أيضًا.
حين جاء موعد التقدُّم، تحدثتُ إلى والدتي وإخوتي، فوافق أخي الصيدلاني، لكنّ أخي الطبيب وأمّي رفضا، بحجّة انتظار زواج أخينا الأكبر، وبعد جدال مع أمي لإقناعها بأنني أطلب العفّة، وأنّ الفتن من حولي كثيرة في العاصمة بخلاف قريتنا، وارتفع صوتي عليها -للأسف-؛ قامت باستشارة خالي، ولم يُبدِ اعتراضًا، وهو أمر يزعجني؛ لأنها كثيرًا ما تُدخل أخوالنا في كل موقف، وحين وافق خالي وافقت هي الأخرى، لكنها -وإن وافقت- لم تكن سعيدة بذلك، وهذا ما لا أنكره.
أرسلنا وسيطًا إلى أهل الفتاة، فرحّبوا بي وبأسرتي، لكنهم انقسموا بين موافقٍ ومعترض، بحجة الخوف من كلام الناس؛ لكون عائلتنا غير معروفة، رغم إجماعهم على ديني وخلقي، ثم صدر عنهم الرفض.
تواصلتُ مع أخيها، وهو صديق مقرّب لي، وعدتُ للتقدُّم، وكانت الموافقة قريبة جدًّا، لكنّ تدخّل بعض أقاربهم، وأعادوا التردّد من جديد.
أخبرتني أنها حاولت كثيرًا إقناعهم، وأنهم يلينون أحيانًا ويعاندون أحيانًا، وقد تعرضتْ لمواقف مشابهة مع خاطبٍ آخر بعدي، فقارنوها به، فرفضته، فعاندوها، ومع ذلك تحمّلت الكثير في سبيل رفضه، لكنها ما زالت ثابتة على حبها ووعدها، وأمها أقسمت أنها ستقبل إن تقدّمتُ مرة ثالثة، إلا إنّ القرار النهائي بيد إخوتها.
ما زلنا متعلّقين، وموعد التقدُّم الجديد يقترب، وأنا في حيرة: هل أكرّر التقدُّم وأُواجه أهلي من جديد؟ أم أُحجم عن ذلك؟