السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب أبلغ من العمر 19 سنة، وأعاني من مشاكل معقدة لم أجد لها حلاً سوى الاستسلام، لكن اليوم سأقص عليكم أكثر مشكلة أرهقتني، وتقف حائلاً بيني وبين توبة نصوحة لله تعالى.
أعاني من ميولات جنسية شاذة (مثلية جنسية)، ومنذ طفولتي وأنا مدمن على مشاهدة الأفلام والمشاهد الخليعة التي فاقمت هذا الانحراف وزادت الطين بلة.
وما يرهقني في هذا الأمر أنني أنا المذنب والمسؤول الأول عن هذا الميل، فإلى جانب أسباب أخرى كالبيئة الأسرية منذ الطفولة وغيرها، أشعر أنني الملام الوحيد على هذا الشذوذ، وهذا ما فاقم يأسِي من التوبة والرجوع إلى الله.
أنا مستعد تمام الاستعداد لأن أكون صالحًا، وأرجع إلى الله، وأتذوق حلاوة طعم التوبة والالتزام بديني، وأن تكون مرضاة الله أولى أولوياتي في هذه الحياة.
قرأت العديد من الاستشارات حول موضوع المثلية، ووجدت أن الله لا يحاسب الإنسان على مجرد ميله إلى بني جنسه، وإنما يحاسبه على ما يصدر منه من أفعال، لكن حالتي مختلفة، فكيف يكون الأمر إذا كنت أنا المسؤول الأول عن تعزيز هذه الميولات والمشاعر الشاذة، رغم علمي بخطرها وعواقبها آنذاك؟
أنا الآن - وإن أردت التوبة والرجوع إلى الله بكبح هذه الميولات ومجاهدة نفسي على ألا تتحول إلى فعل يغضب الله - هل تُقبل توبتي بسبب أنني كنت سببًا في شذوذي؟
باختصار: هل إذا تبت إلى الله توبة نصوحًا، وجاهدت نفسي على كبح هذه الميولات الشاذة، سيقبل الله توبتي حتى وإن كنت أنا سببًا في توليدها وتعزيزها؟ وهل يغفر لي الله ذنوبي حتى وإن بقيت المثلية مجرد مشاعر وميولات أسعى جاهدًا إلى صدها وعدم تحفيزها؟
(نقطة لم أذكرها وهي أنني لم أمارس الفاحشة في حياتي أبدًا).