السلام عليكم
لدي مشكلة مع ابني، فهو كثير الحركة، وقليل الانتباه، فعندما أبدأ بتحفيظه القرآن يتحرك كثيراً، ويجد صعوبة في الحفظ، أما إذا وعدته أني سأشتري له هدية فإنه يهدأ، مع أنه يبلغ من العمر ست سنوات إلا أن المدرسة أخبرتني أنه غير مهيأ لدخولها، حيث أن الانتباه والتركيز مشكلته الرئيسية، أي يجب علي تعليمه ذلك ولا أعرف كيف أتمكن من ذلك؟

ولدي قلق إذا ذهب للمدرسة أخاف أن يشعر بأنه قليل الذكاء، حيث بالرغم من حركته فهو طفل حساس جداً.

أعينوني أعانكم الله.

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ Salma حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فتوجد علة نفسية معروفة تسمى بداء الإفراط في الحركة لدى الأطفال، وهي بالطبع تكون مصحوبة بضعف الانتباه والتركيز، ومن الواضح أن هذه هي العلة التي يعاني منها هذا الابن العزيز، لا يعرف بالضبط ما هو السبب لذلك ولكنها ظاهرة نشاهدها وسط (2 إلى 3%) من الأطفال خاصة الأولاد.

هنالك طرق لعلاجها وهي بإذن الله تعالى تختفي تماماً مع العمر والعلاج، وهؤلاء الأطفال بجانب كثرة الحركة وقلة التركيز يتصفون أيضاً بالحساسية – كما ذكرتِ – والعصبية والاندفاعية في بعض الأوقات.

يعتبر الدواء العلاجي هو الركيزة الأساسية لعلاج هذه العلة، وغالباً يعطى الطفل الدواء بعد بلوغ ست إلى سبع سنوات، وابنك أصبح من هذه المجموعة، هذا يعني أنه من الضروري أن تعرضي ابنك على الطبيب النفسي المختص في علاج الأطفال؛ لأن الأدوية التي سوف أذكرها لك هي أدوية تخصصية لا يصرفها إلا الأطباء المتخصصون.

هنالك عدة أدوية أشهرها العقار الذي يعرف باسم (راتلين Ritalin)، وهذا الدواء ينتمي إلى مجموعة الأنتفينات، ولكن بالرغم من ذلك يؤدي إلى تقليل الحركة وتحسين التركيز.

هنالك أدوية أخرى أحدها يعرف باسم (بيمولين Pemoline)، ولكن هذا الدواء لا يستعمل الآن بكثرة، في خلال السنة الأخيرة ظهر دواء أيضاً ممتاز وتنتجه شركة ليلي Lilly، ويعرف هذا الدواء باسم (إستراتيرا Setertara)، إذن هنالك خيارات دوائية ممتازة ولكن لابد أن يحددها الطبيب المختص.

بجانب العلاج الدوائي، بالطبع هنالك نوع من العلاج السلوكي، ويقوم هذا على مبدأ التشجيع، أن نشجع الطفل، وأن يُشترط عليه بصورة تربوية وسلوكية أنه إذا جلس في مكان معين لمدة 10 دقائق أو ربع ساعة على سبيل المثال سوف يكافئ ويحفز بشيء ما، وهكذا يمكن أن تزيد المدة حسب التقدم الذي يحدث.

أنا أوافقك في القلق الذي ينتابك حيال الدراسة، ولكن في نفس الوقت أبشرك تماماً أنه بعد تناول العلاج سوف يكون هادئاً ويكون ممتازاً، هؤلاء الأطفال تكثر حركتهم داخل الفصل الدراسي ومن الصعب عليهم التركيز، ولكن صدقيني وبإذن الله تعالى أنه بعد تناول هذا الدواء أو ما ينصح به الطبيب في ألمانيا سوف تجدينه إن شاء الله قد أصبح عادياً وهادئاً جدّاً.

وبالله التوفيق.