الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمكن أن أستمر في التواصل مع الفتاة التي أود الزواج بها؟

السؤال

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.

أولًا: أحمد الله على تسخير هذا الموقع المفيد للناس، ونشكركم على اجتهادكم وسعيكم في إفادة الناس.

ثانيًا: أنا شاب عمري 27 سنة، بفضل الله وتوفيقه لم تكن لي أي علاقة غير شرعية من قبل، وقد تعرفت إلى فتاة بنية الزواج، ويشهد الله على حسن نيتي، هذه الفتاة وجدت فيها كل ما دعوت الله به، بأن يجمع لي فيها من الأخلاق والدين، فهي تحفظ القرآن في مدرسة قرآنية، وتتعلّم التجويد أيضًا، وهي من أسرة محافظة.

بعد حديثنا لفترة ليست بالطويلة، وافقت على الخطبة، لكنها طلبت مني الانتظار حتى تنهي دراستها، ونغتنم هذا الوقت للتعرف إلى بعضنا أكثر، وأسئلتي كالتالي:

1. هل ما فعلته حرام شرعًا؟
2. إذا كان مباحًا، هل يجوز استمرار التواصل معها إلى أن تنهي دراستها؟
3. وما هي المدة المباحة لفترة الخطبة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًـا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يُسعدك، وأن يضع في طريقك بنت الحلال، وأن يجمع بينك وبين الفتاة المذكورة على الخير، وأن يلهمكم السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادر عليه.

بدايةً: نكرّر لك الشكر على هذا السؤال الذي يدل على حرصك على الخير، ورغبتك في الخير، وحتى تكون العلاقة صحيحةً لا بد أن تبدأ بطرق الأبواب، فإذا حصل هذا التوافق بينك وبين الفتاة، فينبغي أن تتوقف مباشرةً، ثم تطرق باب أهلها، ونقترح عليك أن تُرسل الوالد أو الوالدة، من أجل أن يكلّموا أهل الفتاة، وفي مثل هذه الأحوال معروف في مجتمعاتنا أنهم يخطبون الفتاة، ثم يقولون: "الزواج بعد كذا، أو بعد أن تنهي دراستها".

فإذا حصلت هذه الخطبة، فهي وعد بالزواج، وتتيح لك التواصل في حضور محرم من محارمها، أو زيارتها، والسؤال عن دراستها، في علاقات محدودة، لكن هذا يضمن لك أمرين: يضمن لك إمكانية التواصل، ويضمن لك أيضًا أن الفتاة لا تضيع منك فيتزوج بها غيرك.

أما أن تستمر العلاقة في الخفاء، دون أن يكون أهل الفتاة على اطلاع، ودون أن تبدؤوا هذه الخطوة المهمة، التي هي أساس العلاقة، بحيث تكون هذه العلاقة علاقة شرعية، لا بد أن تكون العلاقة مبنيةً على هذا الوضوح، ومعروف أن من أراد أن يتزوج من فتاةٍ، عليه أن يأتي البيوت من أبوابها، وهذا أيضًا يضمن للفتاة جديتك، ويضمن لك بقاءها من أجلك، ويجلب لك ولها وللأسرتين الخير، لأن هذا يدل على المحافظة على أحكام وضوابط وقواعد هذا الشرع، الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.

نحب أن نشير أيضًا إلى أن هذه الخطوة بعد أن تَطرق باب أهلها وتتم الخطبة، أو على الأقل تتم هذه الإشارة بأنك راغب في الزواج منها بعد دراستها، عند ذلك يمكن أن تقدموا الزواج؛ لأن الزواج لا يمنع النجاح، ولا يمنع الدراسة، بل قد يكون في ذلك عونًا لها على النجاح، ودائمًا نحن تمرُّ علينا تجارب كثيرة، لمن تزوجوا قبل إكمال الدراسة، وحققوا نتائج جميلةً، لأن كل هذه الأمور تُعين على الخير إن شاء الله.

ولكن -كما أشرنا- لا يجوز إقامة أي علاقةٍ بالطريقة المذكورة، بعد أن تعرفت إليها وتعرفت إليك، فاستغفروا الله على أي تجاوزات حصلت أو قد تحصل، وبعد ذلك توقفوا عن هذه العلاقة، واطْرق باب أهلها بطريقةٍ رسمية، أو أرسل الوالد أو الوالدة أو الخال أو العم، أو أي واحد من طرفك من أجل أن يخبرهم، ويطالبهم بأن يسألوا عنكم وتسألوا عنهم، فإذا وجد الوفاق والاتفاق، فعندها يمكن أن تحدِّدوا الوقت الذي تتم فيه مراسيم الزواج.

أمَّا بالنسبة للمدة المتاحة لفترة الخطبة، فليس هناك مدة محددة، ولكن دائمًا نحن لا نفضل طُول الفترة، إلَّا إذا كان هناك سبب فلا مانع، لكن الأفضل أن تكون الفترة قصيرةً، وإذا حصل التوافق، وَجَدَتْ صاحب الدين، ووجد صاحبة الدين، وحصل الميل والقبول والارتياح والانشراح المشترك، وحصل التعارف بين القبيلتين وبين البيتين؛ عندها نقول: «لَمْ يُرَ لِلْمُتَحَابِّينَ مِثْلُ النِّكَاحِ»، وعندها نقول: (خير البر عاجلُه).

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً