السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي أني لا أشعر بأي شيء تجاه أمي أو زوجي أو ابنتي، وكل أمنيتي أن أحتضن ابنتي وأشعر بها، فهل هذه مشكلة نفسية أم جسدية؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي أني لا أشعر بأي شيء تجاه أمي أو زوجي أو ابنتي، وكل أمنيتي أن أحتضن ابنتي وأشعر بها، فهل هذه مشكلة نفسية أم جسدية؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جوى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال المختصر.
نعم -أختي الفاضلة- إن ما ذكرته في رسالتك من عدم وجود المشاعر تجاه أمك أو زوجك أو ابنتك، هو أمرٌ نفسيٌ وليس جسديًا، لكن لاحظت أنك من سوريا؛ ولذلك سأحاول أن أقول: ما تمرين به غالبًا نتيجة تجارب مررتِ بها، سواء كانت متعلقة بأحداث سوريا في السنوات الماضية من الثورة والنزاع المسلح، وما تعرضتم له من العنف والتفجير وغيرها.
وكنت أتمنى لو ذكرت لنا بعضاً ممّا مررت به؛ فلعلَّ هذا يوضح لنا بعض الأمور، فكما قلتُ لك مَن يمر بمثل هذه الحوادث الصادمة، يصاب بما يُسمى (الإجهاد النفسي ما بعد الصدمات) ومن أحد الأعراض هو: أن يشعر الشخص بشيء من الخدر، أو عدم وجود المشاعر تجاه الآخرين من حوله.
ولكن أطمئنك -أختي الفاضلة- أن الإنسان يمكن أن يتجاوز هذا أولًا: من خلال إدراكه أن ما وصل إليه من عدم وجود المشاعر؛ إنما هو نتيجة الأحداث والمواقف والصدمات -ربما- التي مر بها، فهذا ليس دليلًا على ضعف الشخصية، أو وجود أمر مرضيِّ، وإنما هو نتيجة طبيعية للتجارب التي مررت بها.
لا أدري بالتجارب التي مررت بها، ولكن أطمئنك أن ما تشعرين به هو نتيجة لهذه التجارب، هذا بالإضافة إذا كانت هناك مواقف وتجارب أخرى مزعجة أو صادمة، سواء في الأسرة أو في المجتمع.
فإذًا: الخلاصة أن الإنسان عندما يصل إلى هذه الحالة من عدم وجود المشاعر تجاه الآخرين، وخاصة المقربين كالأم والزوج والابنة، فهي نتيجة التجارب السابقة، فماذا عليك أن تفعلي الآن؟
أولًا: اربطي هذه الحالة بما مررتِ به من تجارب.
ثانيًا: أن تحاولي أن تكسري هذه الحواجز، وتبدئي مثلاً مع أمك، اقتربي منها، قَبِّليها على رأسها، أو اقتربي من زوجك، وحاولي أن تنمي المشاعر الإيجابية تجاهه.
أيضًا ابنتك طالما أن أمنيتك أن تحتضنيها، فقومي بذلك، فلا بأس في هذا، في البداية قد يكون الأمر غير طبيعي تمامًا، وقد يكون فيه شيء من البرود، ولكن مع الوقت سيزول هذا البرود، وتعودين كما تتمنين، ممتلئة بالعواطف والمشاعر تجاه من هو عزيز عليك في حياتك.
أدعو الله تعالى لك أن يوفقك للوصول إلى هذا، وأن يعينك على تجاوزه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.