الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والد يرفض تزويج ابنته بحجة الدراسة والعمل

السؤال

تقدم لخطبتي اثنان أو ثلاثة، وأبي يؤجل زواجي ويرفضه؛ بحجة الدراسة! وقد وافق أحدهم على شرطه بشرط أن نقيم حفل خطوبة ويلبسني الخاتم ونقرأ الفاتحة؛ حتى يتمكن من زيارتنا لنتعارف أكثر، فرفض أبي وقال: لن تكون فاتحة حتى أتخرج، ولن أتزوج حتى أعمل! وقد كان يفصلني عن التخرج سنة واحدة، أما العمل فالله أعلم! لذا طلبت من ذلك الشاب الانسحاب فذهب في حال سبيله وتزوج.

لقد تخرجت الآن وأنتظر عملاً، وأبي يحثني على دخول المرحلة الثالثة (الماجستير)، حتى اعتقدت أنه لا يريد تزويجي حباً في وخوفاً علي، فماذا أفعل؟ وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Jihen حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلو كان الآباء والأمهات يدومون للأبناء والبنات لصبر كثيرٌ من الشباب والفتيات عن الزواج والزوجات، ولكن هكذا تمضي الحياة كما أرادها رب الأرض والسموات.

ولأجل النساء خلق الله الرجال، وللرجال زين الله البنات، فحاولي إقناع والدك، واشركي في ذلك الأعمام والعمات، وارفعي أكف الضراعة لمن يستجيب الدعوات، وذكريهم بأنك معرضة للفتن والآفات، فإننا في زمان القنوات والشهوات.

ولا أظن أن الزواج يوقف المشوار العلمي، وعندنا النماذج التي لا تُحصى لمن نجحوا وتقدموا بعد الزواج، ونحن نتمنى أن يكرر الخطاب طرق الباب، ولا توقفي جهودك في إقناع والدك، وأرجو أن يعينك ربنا الوهاب، كما نتمنى أن يفهم قضيتك قرابتك أولي الألباب، فلا تيأسي، واعلمي أن كثرة الطرق تفتح الباب، ونسأل الله أن يلهم والدك الصواب.

وليس من المصلحة رد الخطاب إذا كانوا متمسكين بالسنة، ويدورون مع الكتاب.

وحبذا لو نجحت في إزالة مخاوف هذا الوالد، وقولي له: لن أتركك وأبتعد عنك بعد الزواج؛ لأنك عندي غال، وبرك والإحسان إليك مما أمرني به الله، وهو كذلك سببٌ لكل توفيق ونجاح في حياتي، وقولي له: أنا أيضاً حريصة على إكمال دراستي حتى أعوضك ولو بجزء يسير جداً مما قدمته لي، وأنا أتمنى أن أتزوج وأكون بجوارك حتى تطمئن علي، فأنا أدرك مقدار حبك لي وخوفك علي، وأشكرك على ذلك، وأقدر مشاعرك النبيلة، ولكن أتمنى أن تسعد بسعادتي وتفرح بفرحي، واعلم يا والدي العزيز أنني أنظر لسعادة زميلاتي بعد زواجهن، فإننا لا نسعد إلا بعد إشباع عاطفة الأمومة حتى لو نلنا أعلى الشهادات.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله والإحسان، فإن الله سبحانه مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، وقد وعد المتقين بتيسر أمورهم فقال سبحانه: (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ))[الطلاق:4]، فاشغلي نفسك بالطاعة، وكرري التوجه إلى من يستجيب الدعوات، وصلي وسلمي على من دلنا على الخيرات.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً