السؤال
السلام عليكم.
أشعر ببلادة الإحساس وموت المشاعر، فقد كنت قبل أعوام أنافس غيري في الحصول على كل شيء في الدراسة، الجمال، الشهرة، لفت الأنظار، أما الآن فقد أصبح الإخفاق في كل شيء تقريباً السمة التي تلازمني!
أرى زميلاتي يذاكرن وينجحن ولا يحرك ذلك في نفسي شيئاً! وأتلقى الاتصالات بأني قد رسبت وعلي إعادة السنة، فأضحك وأقول: هي ليست إلا الدنيا، وأتلقى التجريحات وكلام الناس بالشتم في ذاتي فأنسى ولا أهتم، وأقول: هي ليست إلا الدنيا!
ودائماً ما أنزل من قدري أمام الآخرين، فإن مدحوا شكلي قلت: ومن أين لشكلي الحسن حتى تمدحوه؟ وكذلك إن ذكروا ذكائي أو خلقي أو ما أشبه! وأحس بأني أقل من الناس كلهم وأن لا وجود لي أصلاً، فإذا ما مرت بي فتاة وتجاوزتني قلت: الحمد لله، هذا يعني أني أشغل حيزاً في هذا الكون، وأن الآخرين يرونني!
وأحس بالخجل الشديد والخوف الشديد والإحراج والتحسس وتحقير الذات! على الرغم مما حباني الله به من نعم، فأنا حسنة المنظر، ذكية، موهوبة، أجيد الرسم والشعر ومحاكاة المتفوقين، ولكني لا أحبذ حقاً إلا حفرة تضم فيها هذه الجثة الهامدة التي ماتت منذ سنين! فهل هناك من دواء؟