السؤال
كان ابني خجولا جداً ومنطوياً، لكن فجأة انقلب حاله بعد وفاة والده، فأصبح كثير الضحك والمزاح، فهل لهذا تأثير على نفسيته، أم أن الأمر عادي ولا يستدعي الخوف والقلق؟
وجزاكم الله خيراً.
كان ابني خجولا جداً ومنطوياً، لكن فجأة انقلب حاله بعد وفاة والده، فأصبح كثير الضحك والمزاح، فهل لهذا تأثير على نفسيته، أم أن الأمر عادي ولا يستدعي الخوف والقلق؟
وجزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Rabiafarouk حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حقيقة لم تذكري لنا عمر هذا الابن؛ لأننا إذا عرفنا عمره ربما كان هذا أكثر تيسيراً لنا للحكم على هذه الحالة، عموماً هذا التغير الشديد أو التغير المخالف تماماً لوضعه الأول ربما يجعلنا نقول إن هذا الابن مصاب بنوع من تقلب المزاج، كأن يعيش حالة من الانطوائية والانسحاب الاجتماعي، ثم بعد ذلك أصبح أكثر انشراحاً، وقذفت مشاعره بهذه الصورة الواضحة.
أنا لا أريد أن أكون عجولاً، وأقول أن هذا الابن ربما يعاني من أحد الاضطرابات الوجدانية، هنالك اضطراب وجداني يعرف بالاضطراب ثنائي القطبية، أو يسميه البعض بالانقباض الانشراحي، أو اضطراب الهوس الاكتئابي؛ هنالك عدة مسميات لهذه الحالة، ولكن بالتأكيد لا أقول إن ذلك ينطبق على ابنك.
وعموماً هذه الحالات التي أتحدث عنها -الاضطراب الوجداني الحقيقي- لا نشاهدها كثيراً قبل عمر 14 سنة، والذي أود أن أنصح به في هذه المرحلة هو مجرد أن يراقب هذا الابن، وإذا تطور الأمر، وكثر الضحك والمزاح، وأصبح غير عابئاً، وقل نومه، وكثرت حركته، ففي هذه الحالة يمكن الاتصال بنا أو عرضه على طبيب نفسي؛ لأن في هذه الحالة لا بد من تقديم بعض العلاج له.
أرجو ألا يزعجك هذا الكلام مطلقاً؛ لأن كلامي فيه الكثير من الأشياء الافتراضية.
هنالك تفسيرات أخرى: بعض الناس يعبرون عن أحزانهم بشيء من المزاح والضحك، وهذا نوع من النكران أو شيء مستغرب، ولكن نشاهد هذه الحالات النادرة تحصل بعد الوفيات تكون هنالك مرحلة من عدم تصديق، ثم تأتي مرحلة من مراحل عدم القبول، ثم بعد ذلك يعبر عن الحزن بما هو معروف، ثم بعد ذلك تأتي مرحلة من الضحك وكثرة الحركة، والمزاج المخالف تماماً للموقف، هذه اعتبرها علماء النفس التحليليين كنوع من الدفاع النفسي.
وأود أن أطمئنك كثيراً ولا أعتقد أن الأمر يتطلب أي نوع من القلق، ولكن بالتأكيد المراقبة، وأرجو أن تفيدينا حسب تطور الأمور، وسوف نقدم لك إن شاء الله النصح الواجب.
وبالله التوفيق.