الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العقار الأفضل لعلاج الرهاب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إنني مصاب بمرض وصفه الطبيب بأنه رهاب اجتماعي، حيث إنني منعدم الثقة بالنفس، وأتهرب من حضور التجمعات العائلية، وأرتبك بمجرد أي انتقاد يوجه إلي، لا أحسن الدفاع عن نفسي ولا عن حقي.
المهم وصف لي الطبيب دواء اسمه أنفرانيل واستعملته لثلاثة أشهر دون فائدة تذكر، وسمعت بدواءين جيدين أحدهما اسمه زيروكسات، والثاني اسمه سبراليكس، وأريد أن أستعملهما، فأرجو من حضرتك ما يلي:

1- ما هو الأحسن ديروكسات أم سبراليكس؟

2- ما هي أحسن طريقة لتناول الزيروكسات، من حيث المقدار والوقت؟ وهل يؤخذ قبل أو بعد الأكل؟

3- ما هي أحسن طريقة لتناول السبراليكس، من حيث المقدار والوقت؟ وهل يؤخذ قبل أم بعد الأكل؟

4- هل هناك أدوية مساعدة يمكن استعمالها مع الزيروكسات؟ وما هي طريقة استعمالها؟

5- ما هي الآثار الجانبية لهذه الأدوية؟
وألف شكر لكم، وجزاكم الله خيراً على كل ما تقومون به من نشر الوعي النفسي والإجابة على أسئلتنا المحيرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أولاً وقبل أن أبدأ في شرح الأدوية: هنالك جانب مهم جدّاً في علاج الرهاب الاجتماعي، وهو المواجهة، وهذا هو الجانب السلوكي المهم جدّاً، يجب أن تواجه أي موقف تحس فيه أنك مضطرب أو متخوف، فالمواجهة يمكن أن تكون في الخيال أولاً، أن تتخيل أنك في موقف اجتماعي معقد ولا هروب منه ولابد أن تواجهه، عش هذه المواجهة الخيالية وبتأمل لمدة لا تقل عن نصف ساعة في اليوم.. فهذه وجدت أنها ممتازة وتساعد كثيراً، ثم بعد ذلك اكتب المواقف التي تحس فيها بعدم الارتياح، حاول أن تواجهها في الواقع، ابدأ بأبسطها، كرر هذه المواجهة، اذهب أكثر من مرة بغرض أن تنتهي من هذه الصعوبة، ثم بعد ذلك انتقل إلى المجموعة الثانية من المخاوف ثم الثالثة، وهكذا.. هذا شيء فعّال وضروري، وهو مهم جدّاً.

بالنسبة للأدوية لا شك أنها فعّالة ومفيدة جدّاً، وهي مكملة للعلاج السلوكي، والمبدأ العام للأدوية هي أنه يجب أن يستعمل الإنسان أقل عدد ممكن منها، والأدوية حين يأخذها الإنسان مع بعضها البعض في كثير من الحالات ربما تؤدي إلى تفاعلات سلبية، كما أنها ربما تقل من فعالية بعضها البعض.

بالنسبة للرهاب الاجتماعي يعتبر الديروكسات -والذي نسميه هنا زيروكسات– هو العلاج الأفضل، هو أفضل من السبراليكس، بالرغم من أن السبراليكس تشير الدراسات إلى أنه أيضاً يساعد في الخوف الاجتماعي، ولكن السبراليكس دواء أكثر تميزّاً وامتيازاً في علاج القلق والتوتر والوساوس، وكذلك نوبات الهرع، أي نوبات الخوف الحادة والمتكررة وأنت لا تعاني من ذلك.

إذن لا أنصحك مطلقاً أن تأخذ الدواءين مع بعضهما البعض، الأفضل لك الديروكسات -حسب الحالة التي وصفتها- وأفضل طريقة لتناوله هي أن تبدأ الجرعة بداية تدريجية، ابدأ بجرعة 10 مليجرام، ويمكن أن تتناولها ليلاً أو نهاراً، ولكن يقال أنه إذا تناولها الإنسان ليلاً أفضل، ولابد أن تتناولها بعد الأكل، هذا يساعد كثيراً في تقليل الآثار الجانبية، حيث إن الديروكسات بالرغم من أنه من أجمل الأدوية إلا أنه قد يسبب عرضا جانبيا بسيطاً وهو الشعور بسوء في الهضم في الأيام الأولى من بداية العلاج، وحتى نتغلب على ذلك يمكن أن يتناول الإنسان الدواء بعد الأكل، وهذا هو الذي أودك أن تقوم به.

بعد ذلك ترفع الجرعة بمعدل نصف حبة كل أسبوعين، والجرعة الأمثل في حالتك هي 40 مليجرام –أي حبتين– ولابد أن تستمر على جرعة الـ 40 مليجرام يوميّاً لمدة لا تقل عن ستة أشهر، بعد ذلك يمكن أن تبدأ في التخفيض التدريجي للدواء وهو نصف حبة في اليوم كل شهر، وحين تصل إلى نصف الحبة الأخيرة يمكن أن تتناوله أيضاً يوماً بعد يوم لمدة شهر، هذا التدرج مهم وضروري جدّاً بالنسبة للديروكسات.

الديروكسات لوحده يكفي وهو فعّال جدّاً، وإذا كان هنالك من الضروري أن ندخل أدوية مساعدة فيعتبر العقار الذي يعرف باسم (بوسبار) عقار جيد ويتفاعل بصورة إيجابية جدّاً مع الزيروكسات، ويقال أنه أيضاً يزيد من فعاليته، علماً بأن البوسبار يستعمل لعلاج القلق، وجرعته هي 5 مليجرام صباحاً ومساء لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى 10 مليجرام صباحاً ومساء لمدة أربعة أشهر، ثم تخفض إلى 5 مليجرام صباحاً ومساء لمدة شهرين، ثم 5 مليجرام صباحاً لمدة شهر، ثم يمكن التوقف عنه.

أحسن طريقة لتناول السبراليكس:
السبراليكس يتميز بأن جرعته هي حبة واحدة في اليوم، وهنالك حبوب فئة 10 مليجرام و20 مليجرام، وجرعة البداية 10 مليجرام –هذا هو الأفضل– ويفضل أن يتناول بعد الأكل، ثم بعد أسبوعين أو ثلاثة ترفع 20 مليجرام، وأقل مدة للعلاج في نظري هي ستة أشهر، ثم بعد ذلك تخفض إلى 10 مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم يتم التوقف عنه بعد ذلك.

الآثار الجانبية لهذه الأدوية عامة –السبراليكس والزيروكسات– هي أنها ربما تؤدي إلى سوء هضم بسيط في الأيام الأولى للعلاج، ولكن هذا يمكن التغلب عليه بأن يتناولها الإنسان بعد الأكل، كما أنهما ربما تؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن، كما أنهما قد يؤديان إلى ضعف بسيط في الرغبة الجنسية لدى قلة قليلة من الرجال، كما أنه ربما يؤديان إلى تأخير القذف لدى الرجال، وهذا ربما يكون فائدة للبعض خاصة الذين يعانون من سرعة القذف.

هذه هي الأعراض الرئيسية للديروكسات والسبراليكس، وأهم شيء –كما ذكرت سابقاً– هو السحب التدريجي لهذه الأدوية، حيث أن الإنسان إذا سحبها فجأة ربما تؤدي إلى آثار سلبية مثل الشعور بالدوخة وعدم الارتياح والغثيان والقلق والتوتر، هذه الأدوية تتميز بأنها سليمة جدّاً ولا تؤدي إلى أي ضرر بالنسبة للقلب أو الكلى أو الكبد، وحقيقة هذه الأدوية قد غيرت حياة الناس كثيراً بفعاليتها وسلامتها أيضاً، فقط يعاب عليها أنها ربما تكون مكلفة بعض الشيء، ولكن الحمد لله في الأيام الأخيرة بدأت أسعارها في الانخفاض أيضاً.

أسأل الله لك الشفاء، وجزاك الله خيراً على تواصلك مع الشبكة الإسلامية، وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً