الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرعشة وعدم القدرة على التحكم في الأعصاب عند التعرض للمواقف

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشعر برعشةٍ في جسدي وعدم القدرة على التحكم في أعصابي عندما أتعرض لموقفٍ ما، علماً بأنني أتناول (فافرين 50) و(موتيفال). أرجو تشخيص حالتي ووصف الدواء المناسب مع مراعاة أن لا يكون سعر هذا الدواء مرتفعاً؟!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Kkk حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمثل هذه الرعشة التي تحدث لك وعدم القدرة على التحكم في أعصابك هي ناتجةٌ من نوعٍ من القلق النفسي الظرفي الذي غالباً ما يكون مرتبطاً بالمواقف الاجتماعية، وهو درجةٌ بسيطة من درجات الرهاب الاجتماعي والتي أرجو ألا تكون مزعجة لك، وقبل الشروع في الأدوية أودُّ منك دائماً أن تتأمل في هذه المواقف، فيجب ألا ترهبك هذه المواقف ويجب ألا تحس فيها بأي نوع من الخوف؛ بمعنى أن تكون ثقتك في نفسك عالية وأن تحقر الخوف في مثل هذه المواقف، وقل لنفسك: ما الذي يجعلني أرتعش؟! فأنا - ولله الحمد - رجل ولا ينقصني شيء عن الآخرين، وأنصحك أن تأخذ نفساً عميقاً دائماً حينما تُقدم على مثل هذه المواقف.

إذن؛ فالمبدأ هو أن تتخيل أنك في مواقف اجتماعية قوية وصعبة والمطلوب منك فيها المواجهة، وعليك أيضاً الإكثار من المواجهات الاجتماعية، وياحبذا أيضاً لو أكثرت من المواجهات الاجتماعية الجماعية مثل ممارسة الرياضة الاجتماعية ككرة القدم وحضور الندوات والمحاضرات وحضور حلقات التلاوة؛ فهذه كلها تزيد من الدافعية وتقلل من رهاب العصاب الاجتماعي.

وأما بالنسبة للأدوية فيعتبر الموتيفال دواءً جيداً لعلاج القلق بصفة عامة، وكذلك الفافرين، ولكنها لا تعتبر أدوية مثالية لعلاج مثل هذه الحالات؛ بل الدواء المثالي لعلاج مثل هذه الحالات هو العقار الذي يُعرف باسم زيروكسات، وجرعته هي نصف حبة لمدة أسبوعين، ثم تُرفع إلى حبة كاملة، ويمكن للإنسان أن يستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك يبدأ في تخفيضها، ولكنه يعاب عليه أنه ربما يكون مكلفاً بعض الشيء.

إذن؛ فالدواء البديل الآخر هو التفرانيل، وهو من الأدوية القديمة، ويساعد كثيراً في مثل هذا النوع من القلق، وهو غير مكلف مطلقاً، ولكنه ربما يسبب لك بعض الجفاف البسيط في الفم، ولكن هذا يكون في الأيام الأولى للعلاج.

إذن؛ فيمكنك أن تتوقف عن الفافرين وكذلك الموتيفال وتبدأ في تناول التفرانيل بجرعة 25 مليجراماً ليلاً لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك ترفعها إلى 50 مليجراماً - حبة في الصباح وحبة في المساء - وبعد أسبوع آخر ارفع الجرعة إلى 25 مليجراماً ثلاث مرات - 75 مليجراماً - في اليوم، وأضف عليها عقاراً آخر يعرف باسم فلونكسول بجرعة حبة واحدة - نصف مليجرام - واستمر على الدوائين - التفرانيل والفلونكسول - وبإذن الله سوف تتحصل على فائدة كبيرة جداً منهما.

وإذا استمرت معك الرعشة فيمكنك إضافة دواء ثالث يُعرف باسم إندرال، ويكون استعماله عند اللزوم بجرعة 10 مليجرامات صباحاً ومساءً، ويمكن التوقف عنه حين تزول عنك هذه الرعشة، ولا أعتقد أنه سيكون دواءً أساسياً إذا التزمت بتناول التفرانيل والفلونكسول معاً، وكذلك تطبيق الإرشادات الخاصة للمواجهة كالمواجهة في الخيال والمواجهة التطبيقية العملية.

وأسأل الله لك الشفاء والعافية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً