الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

انفتاح الشهية وضعف الشهوة بسبب استخدام الزيروكسات

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعاني من الرهاب الإجتماعي واستخدمت الزيروكسات فتحسنت حالتي جداً، ولله الفضل والمنة، وأسأل الله أن يغفر لمن أعانني وشد من أزري على أخذ الدواء، ولي الآن ما يقارب أربعة أشهر وأنا أستخدم الزيروكسات حبة كل يوم، لكن هناك أعراض ظهرت علي، منها انفتاح الشهية وقد ظهرت علي السمنة، ومنها ضعف الشهوة.

وما يؤرقني أني مقبل على الزواج بعد أقل من شهرين، والآن أعاني من ضعف في الانتصاب ولا أظن أن تتم عملية الإيلاج مع هذا الضعف.

سؤالي: هل يمكنني أن أخفض جرعة الزيروكسات وأنتقل إلى نصف حبة يومياً؟ وهل هذا سيساعد على الرجوع إلى حالتي الطبيعية - من الناحية الجنسية - لأجل تفادي المتاعب التي قد تطرأ في أول الزواج وقد تؤثر سلبياً في نفسية الإنسان وفي حياته؟ وإذا خفضت الجرعة ورجعت بعض أعراض الرهاب واضطررت إلى الرجوع إلى حبة كاملة فهل هناك حل آخر لتفادي الضعف الجنسي وضعف الانتصاب؟ وهل تنصحوني ببعض المقويات على الأقل في الفترة الأولى للزواج وبعد ذلك أتوقف عنها؟ حيث إنني لا أريد أخذ أدوية أخرى غير الزيروكسات إلا لأجل هذه الحاجة وفي فترة قصيرة.

وأحيطكم علماً أن بعض الأعراض الخفيفة جداً لا زلت أشعر بها مثل الرعشة عندما أصلي إماماً بالناس وإذا كنت أتكلم وكنت محط أنظار، لكن لم تعد تهمني ولا ألقي لها بالاً على الرغم من شعوري بوجودها.

وأخيراً هل الزيروكسات من الأدوية التي تظهر في تحاليل استخدام المخدرات؟ حيث إنني سألتحق بدورات خاصة في العمل ويطلبون هذه التحاليل، فهل هذا الدواء من تلك الفئة؟ حيث إن هذا الأمر محرج للغاية وقد يضطرني إلى رفض الدورات، فما الحل؟!

ولقد قمت بتخفيض الزيروكسات نصف حبة من أصل الحبة التي آخذها يومياً منذ أربعة أشهر، وهذا هو اليوم الخامس من هذا الإجراء ولم أشعر بأي تغير مزعج والحمد لله، فهل إذا ارتحت على نصف الحبة أبقى عليها أم لابد أن أستمر في التخفيض حتى التوقف التام؟

علماً بأن عندي نوعاً من القلق نحو مسألة التوقف عن الدواء نهائياً؟ وأخاف الانتكاسة رغم أنني بحالة طيبة والحمد لله، وقد استرجعت ثقتي بنفسي، فهل أستطيع الاستغناء الكلي عن الدواء يوماً مّا؟!

وإذا شعرت بعد التوقف عن الدواء بأعراض انسحابية أو بعدم ارتياح فهل هذا يعني أني لابد أن أرجع إلى الدواء؟ وكيف يعلم الشخص أنه تخلص تماماً من المرض ولا يحتاج إلى دواء؟ وهل مدة الستة أشهر كفيلة أن تقضي على هذا المرض نهائياً أم لابد من جرعة وقائية؟ وهل يرجع الوضع إلى ما كان عليه من الناحية الجنسية؟ وهل يحتاج ذلك إلى وقت؟!

وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ س.ن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

لا شك أن الأعراض الجانبية لهذه الأدوية بمختلف أنواعها تظهر على بعض الناس ولا تظهر على البعض الآخر، فانفتاح الشهية وظهور السمنة يظهر دائماً في الأشهر الأولى لدى بعض الناس، وبعد ذلك قد يتوقف تماماً، بل على العكس تماماً قد يبدأ وزن الإنسان في الانخفاض، خاصةً إذا التزم بترتيب الطعام وكذلك ممارسة الرياضة.

وأما الذي يتحدث عنه الناس من أن الزيروكسات يضعف ويقلل من الشهوة فهذا الكلام فيه الكثير من اللغط، وأعتقد أن فيه الجانب النفسي أيضاً، نعم .. نحن نعترف أن الزيروكسات ربما يؤدي إلى تأخير القذف لدى بعض الرجال، ولكن ضعف الشهوة حقيقة فيه الكثير من الخلاف، وأقول هذا مع احترامي الشديد بالطبع لتجربتك الشخصية، والتجربة هي بالطبع خير برهان.

وعموماً في هذا السياق لا مانع أن تتناول الزيروكسات نصف حبة يومياً، وأنا أعتقد كما ذكرت أنت في نهاية الاستشارة أنك قد بدأت في ذلك، وعليه أنا أقر ذلك وأشجع عليه، وأرجوك أن تدعم نفسك بالعلاج السلوكي.

ولا أعتقد أنه ستكون هناك انتكاسة ولا أعتقد أنك سوف تحتاج لأكثر من نصف حبة إذا كان لديك الإصرار والالتزام بالبرامج السلوكية التي تقوم على المواجهة والتفكير الإيجابي وتحقير الأفكار السلبية ومزيد من الثقة بالنفس؛ فهذه إن شاء الله تجعلك في وضع أفضل كثيراً.

وبالنسبة لأمر الزواج فأرجو أن تأخذ الأمر ببساطة، فالزواج هو نعمة من نعم الله تعالى علينا، وهو سكينة ومودة ورحمة، وهو في نطاق السرية التامة فيما يخص المعاشرة بين الزوجين، وأنا لا أعتقد أنك سوف تواجه أي مشكلة بإذن الله تعالى، فقط لا تعش تحت القلق التوقعي.

وهذه الرعشة التي تصيبك أمام المصلين سوف تختفي إن شاء الله، وأنا أعتقد أن التفكير فيها هو الذي يجلبها، فهذا شيء مثبت تماماً أن الإنسان حين ينشغل ويجعل تفكيره متواصلاً حول هذه الأعراض تأتيه هذه الأعراض أو ربما يحس بنوعٍ من الأعراض فيها شيء من المبالغة، أي أن العرض موجود، لكنه بصورة أقل، فقط يستشعره الإنسان بصورة أكبر؛ لأنه مشغول أو قلق حياله.

عموماً أرجو أن تتجاهل الأمر وأرجو أن تكون مقدماً، وأرجو أن تركز على العلاج التعرضي في الخيال فتصور أنك تؤم المصلين وتصور أنك تخطب أمام الناس، عش هذا بتمعن وتأمل لا يقل عن ربع ساعة يومياً.

وبالنسبة لفحص الدم وظهور الزيروكسات فيه فإن الزيروكسات أولاً ليس من الأدوية المخدرة وهو ليس من الأدوية الممنوعة تماماً، وهو لا يظهر في فحص الدم أبداً، وإن شاء الله لن تحدث لك أي عثرات فيما يخص الالتحاق بالدورات التي تقوم بها، فأرجو أن تطمئن لذلك تماماً.

وبالنسبة للرجوع للأدوية وهي أن الإنسان يصاب بانتكاسة، فإذا أصيب الإنسان بانتكاسة قوية فالدواء يعتبر رحمة من عند الله، وهو شيء طيب، فلماذا نحرم أنفسنا منه؟ ولكن في ذات السياق يجب أن لا تكون متشائماً، ويجب أن لا تجلب هذه الأعراض لنفسك، فكن واثقاً من نفسك، وتأكد أن هذه الجرعة الصغيرة والالتزام بالعلاج السلوكي سوف يجعلك إن شاء الله تعيش في كل سعادة وصحة نفسية طيبة متوازنة.

ويمكن الاستغناء عن الدواء في يومٍ من الأيام فأنت حالتك ليست بالحالة المطبقة، وليست بالحالة الشديدة، ويمكن أن تستغني عن الدواء في يومٍ من الأيام.

وأما بالنسبة للشخص كيف يعرف أنه تخلص من المرض ولا يحتاج إلى دواء فهذا بالطبع يتفاوت من إنسان إلى إنسان؛ فالإنسان إذا شعر بنوعٍ من الراحة وبنوعٍ من التواؤم وبنوعٍ من القبول لذاته وللآخرين، وكان فعّالاً في حياته، فهذا في رأيي مستوى جيد من الصحة النفسية يدل إن شاء الله على الشفاء من العلة التي كان يعاني منها الإنسان، علماً بأن الأعراض البسيطة قد تأتي لكل إنسان من وقتٍ لآخر، وهي ليست دليلاً على الانتكاسة.

وبالنسبة للمدة فهذا الأمر يختلف فيه الباحثون كثيراً، وهو يتفاوت من إنسان إلى إنسان، وتحديد المدة عموماً فالمتفق عليه أن مدة الستة أشهر هي أقل مدة لتناول هذه الأدوية، وهناك من يحتاج لفترة أطول وهناك من يحتاج لسنوات لأن يواصل الإنسان الدواء.

وأما هل يرجع الوضع إلى ما كان عليه من الناحية الجنسية؟ فإذا كان هناك أثر جنسي سلبي ناتج عن الدواء فسوف ترجع الأمور إلى طبيعتها تماماً حينما تتوقف عن الدواء.

وأود أن أركز على هذه النقطة: أن الكثير من الناس أصبحوا مهمومين ومشغولين بأمر التأثير الجنسي أكثر مما هو واقع الحال، أي أن الأثر السلبي للدواء ليس كما يتصوره الكثير من الناس، وأنا أعترف تماماً أن الجرعة الكبيرة 40 مليجراماً 60 مليجراماً أو 80 مليجراماً من الزيروكسات ربما تؤدي إلى خلل في الأداء الجنسي، ولكن الجرعة الصغيرة لا تؤدي إلى هذا الخلل، كل الذي يحدث ربما يكون هو تأخير في القذف لدى بعض الناس.

وعموماً: فإن الذي أريد أن أؤكده لك أن الصعوبات الجنسية إن وجدت سوف تختفي تماماً حين التوقف عن الدواء.

أسأل الله لك الشفاء والعافية وتوكل على الله وأقدم على الزواج، وأسأل الله أن يتمم لك بخير.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً