السؤال
السلام عليكم
ابني يعاني من تعرق شديد بكف اليد والقدمين، فهل هذا طبيعي؟ وإن كان غير طبيعي فهل هناك علاج لذلك أو جراحة؟
وشكراً.
السلام عليكم
ابني يعاني من تعرق شديد بكف اليد والقدمين، فهل هذا طبيعي؟ وإن كان غير طبيعي فهل هناك علاج لذلك أو جراحة؟
وشكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Afifi awad حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن هذه المشكلة قد أوردنا جواباً لمثلها ولكن للكبار، وأما يتعلق بالصغار فإن فرط التعرق من اليدين مشكلة طبية شخصية اجتماعية، فهي تحتاج إلى التدخل الطبي لإنقاذ المريض من المعاناة والخجل الاجتماعي والإحراجات، ولانتزاع المريض من تخريب الأشياء الحساسة التي يمسك بها من أوراقٍ وغيره، ولكن هذه المشكلة تكون أقل بكثير عند الأطفال وتزداد بدخولهم عالم الحياة الاجتماعية والمهنية.
إن فرط التعرق هو قدر مقدر من العرق لكل مخلوق، فمنا من يُعاني الكثرة، ومنا من يُعاني القلة، وكلا الأمرين فيه حكمة، فلولا الجوع لما شعرنا بنعمة الشبع، ولولا العطش لما شعرنا بنعمة الارتواء وهكذا، وعلينا من الآن أن نوصل هذه الرسالة للطفل حتى لا يتأمل أكثر من اللازم.
ويوصلنا ما سبق إلى أن أغلب العلاجات المحافِظة هي مؤقتة، أي أن العرق ظاهرة حياتية تدوم مع الحياة.
ومن العلاجات المتوفرة للتعرق في الراحتين مادة ألمنيوم كلورايد 10%، أو بتركيزات أكبر أحياناً أو بتركيزات أقل عند الأطفال إن لم يحتملوا التركيز المذكور، ويتم العلاج بغطس الراحتين لمدة 10 دقائق من مرة إلى مرتين حسب اللزوم، وهذا يُعطي تحسن مؤقت، أي يمتد يوماً أو بعض يوم، ولكنه مريح في فترة التجفيف، وكذلك هناك مواد كيماوية أخرى تطبق بنفس الطريقة خاصة مادة ليد صب أسيتيت 10%.
وهناك جهازٌ كهربائي يعمل بالبطارية اسمه دريونيك (Drionic) غير موجود في السوق المحلية، يُعطي جفافاً أكثر من مادة ألمنيوم كلورايد، ولكنه يكلف نصف ساعة يومياً من لمس الراحتين على سطحه مع مرور تيار كهربائي، تزيد حدته يوماً بعد يوم إلى أن نصل إلى الجفاف المطلوب، ثم نرتاح إلى ما يقرب ستة أسابيع، ثم نُعيد العلاج لأسابيع وهكذا، ويوجد منه شكل يناسب للإبطين أو القدمين، ويكمن طلبه عن طريق الإنترنت، علماً بأنه قد يسبب بعض التأثيرات الجانبية إن لم يستعمل بشكل غير صحيح، ولا مانع من استعماله عند الأطفال ولكن لمدة أقصر.
وحديثاً فإن حقن مادة البوتكس بيد خبيرة، يُعطي راحة لعدة أشهر، ولكنه مكلف - تُعتبر أفضل الموجود وأغلاه -، ولا داعي لهذه الطريقة من العلاج عند الأطفال بسبب غلاء قيمتها وألمها.
وكان الأطباء يلجئون إلى عملية قطع العصب الذي ينشط عملية التعرق، وهذه العملية لها استطبابات، وتترك للحالات الشديدة والمزعجة، ومع ذلك فهي لا تخلو من المشاكل والمضاعفات، ولا ننصح بها للأطفال.
إذن التعريف والتعود والتكيف منذ الصغر واستعمال (الألمنيوم كلورايد) أو (ليد صب أستات) وتجريب دريونيك (جهاز واحد فإن نجح اشترينا الآخر لتوفير الوقت) وادخار البوتكس إن أثّر التعرق على النشاط الحياتي أو النفسي للطفل وتجنب الجراحة عند الأطفال لأن المستقبل حافل بالاختراعات التي قد تغني.
والله الموفق.