الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهمية مواجهة مصدر المخاوف والرياضة لعلاج الرهاب والجرعة المناسبة من الزيروكسات

السؤال

أنا يا دكتور عندي تخوف كبير من مواجهة الناس والتكلم معهم، وأخاف من التجمعات، وأخاف من أي شخص ينظر إلي، وأشعر ببعض القلق والتوتر في بعض الأحيان، وأحياناً أحس بالاكتئاب، راجعت الطبيب ووصف لي دواء اسمه: (سيروكسات سي ار 12,5 ملغم)، وبعد أسبوع رجعت إليه لعدم استفادتي من الدواء فزاد الجرعة إلى 25 ملغم، وبعد فترة أحسست بتحسن فتركت العلاج فجأة، وبعد فترة رجعت لي الحالة نفسها فرجعت لأخذ العلاج مرة أخرى بدون استشارة الطبيب، ولقد زدت الجرعة إلى 37,5 ملغم، وفجأة توقفت والآن آخذ الجرعة الأولى 12,5 ملغم.

أرجو منكم التفضل لإرشادي بكيفية استعمال الدواء أو وصف دواء أفضل لعلاج حالتي؟

وشكر لكم وأثابكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Turki حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الكريم، جزاك الله خيراً.

أولاً: بالنسبة لهذه المخاوف الاجتماعية هي منتشرة وكثيرة جداً ويمكن علاجها، عليك أخي أولاً ألا تتجنب المواقف التي تحس فيها بالخوف، هذا أمر ضروري جداً، حين تواجه سوف تشعر بالقلق، ولكن بعد فترة سوف ينخفض هذا القلق إن شاء الله إلى أن ينتهي تماماً، وحاول دائماً أن تتخيل وأنت مسترخ ومستلق في مكان هادئ، تخيل أنك أمام تجمع كبير، تخيل أنك في الصف الأول في صلاة الجماعة، تخيل أنك تلقي محاضرة أو حديثاً في الفصل وهكذا، عش هذه الخيالات بجدية، وسوف تساعدك إن شاء الله كثيراً في أن تواجه المواقف الاجتماعية التي تحس فيها بالقلق والتوتر.

أيضاً عليك بممارسة الرياضات الجماعية، مثل كرة القدم أو كرة السلة، فهذه فيها نوع من التفاعل والاحتكاك الاجتماعي الجيد جداً والذي يزيل هذه المخاوف، كذلك الالتزام بحلقات التلاوة والمشاركة فيها أيضاً تقوي من مقدرة الإنسان على المواجهة الاجتماعية؛ لأن هذه الأجواء هي أجواء في الأصل قائمة على الطمأنينة، فعليك أخي الكريم أن تحرص على ذلك.

أما بالنسبة للأدوية، فالزيروكسات يعتبر من الأدوية الجيدة والفعالة جداً لعلاج الخوف والاكتئاب والرهاب الاجتماعي، ولكن من الضروري جداً أن يكون هنالك التزام قاطع بهذا الدواء؛ لأن الزيروكسات من الأدوية التي يعرف أن الإنسان إذا لم ينتظم على الجرعة أو كان هنالك نوع من التوقيف المفاجئ للدواء، هذا بالطبع يؤدي إلى نتائج عكسية تزيد من الحالة وتؤدي إلى القلق.

عموماً: الذي أرجوه هو أن تنتظم على الدواء، أنت الآن تتناول 12.5 مليجراماً، يمكنك أن ترفعها إلى 25 مليجراماً، وهذه تعتبر جرعة وسطية، ربما لا تكون كافية، وعليه أرجو أن تستمر عليها لمدة شهر، إذا لم تحس بتحسن حقيقي يمكن أن ترفع الجرعة إلى 37.5 مليجرام، وبعد انقضاء شهر آخر إذا لم تحس أيضاً بتحسن ارفع الجرعة إلى 50 مليجراماً، وهذه جرعة علاجية جيدة جداً، استمر على الجرعة العلاجية أياً كانت، بمعنى: إذا كانت 25 أو 37.5 أو 50 مليجراماً استمر عليها على الأقل لمدة تسعة أشهر بانضباط تام، بعد ذلك خفض الجرعة، إذا كانت الجرعة 50 مليجراماً خفضها إلى 25 مليجراماً، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى 12.5 مليجرام، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر أخرى ثم توقف عنها، وإذا كانت الجرعة 37.5 مليجرام فخفضها إلى 25 مليجراماً، استمر عليها لمدة شهرين، ثم خفضها إلى 12.5 مليجرام واستمر عليها لمدة شهرين آخرين، أما إذا كانت الجرعة 25 مليجراماً فقط فخفضها إلى 12.5 مليجرام لمدة شهرين، ثم 12.5 مليجرام يوماً بعد يوم لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله.

هذه الطريقة الصحيحة لتناول هذا الدواء، وهو من الأدوية الفعالة والممتازة، ولا يسبب أي آثار جانبية بخلاف زيادة بسيطة في الوزن، وهذه يمكنك أن تتغلب عليها بالتحكم في الطعام الذي تتناوله وكذلك بممارسة الرياضة، والرياضة كما ذكرت لك هي وسيلة علاجية تقوي النفوس وتقوي الأجسام أيضاً.

هنالك أدوية بديلة كثيرة، الزولفت يعتبر أيضاً علاجاً فعالاً، الفافرين أيضاً يعتبر علاجاً فعالاً، ولكن الزيروكسات هو دواء جيد، وأنت لديك تجربة إيجابية معه في السابق، فأرجو منك أن تلتزم بتناوله بالصورة الصحيحة وأسأل الله لك الشفاء والعافية.
---------------------------
انتهت إجابة الدكتور، ولمزيد من الفائدة يرجى التكرم بالاطلاع على الاستشارات التالية والتي تتناول علاج الاكتئاب سلوكياً: (237889 - 241190 - 257425 - 262031 - 265121).

كما ننصحك بهذه الروابط التي تتناول علاج الخوف سلوكياً: (262026 - 262698 - 263579 - 265121)، وكذلك القلق: (261371 - 263666 - 264992 - 265121).

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً