الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندما تكون الزوجة كثيرة الشكوى والتذمر من أهل زوجها

السؤال

السلام عليكم.

زوجتي كثيرة الشكوى والتذمر فيما يتعلق بأهلي، وهي دائمة الدفاع عن نفسها وكأنها مظلومة، وبالنسبة لأهلي فإن تدخلهم مقصور على اقتراحات بسيطة من والدتي فيما يتعلق بتحسين أمور الحياة، مع العلم أني وأهلي عانينا في هذه الحياة ولا زلنا ولكنا لا نركض خلفها، وعندنا من القناعة ما يكفينا ولله الحمد، ولكن زوجتي مقتنعة أن حياتها ممكن أن تكون أفضل دون أهلي، علماً أني أسكن في مدينة وأهلي بأخرى وبأنا سكنا عند أهلي لمدة عام قبل أن أرحل دون مشاكل، ولي عامان ونصف متزوج وأريد النصح بتحديد العلاقة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يرزقك بر والدتك وأن يصلح لك زوجتك وأن يمن عليك بالأمن والأمان والتفاهم والاستقرار.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن من الأمور المؤسفة التي درج الناس عليها فهمهم أن العلاقة بين زوجة الابن وأمه قائمة على الندية والحرب وسوء الظن، وهذا مع الأسف الشديد ألقى بظلاله القائمة على معظم عقول المسلمين، رغم أننا أمرنا بحسن الظن والعفو والإحسان، واحترام حريات الآخرين وعدم تحقيرهم أو تسفيه وجهة نظرهم، ولقد ساهم الإعلام الغربي المعاصر في تزكية هذه الروح العدائية في كثير من بلاد المسلمين مما جعل الفتاة تفكر ألف مرة ومرة في كيفية التعايش والتأقلم مع أهل زوجها خاصةً أمه، ولعلها سمعت أو تسمع بعض التوجيهات الخاطئة التي تعتبرها أساساً وقاعدة للتعامل والتفاهم، والذي يدفع ثمن هذا إنما هو الزوج المسكين الذي يصبح ضحية بين أمه وزوجته، كل واحدة منهما تحرص على جذبه إليها، ووقوفه في صفها حتى يضطر في بعض الأحايين أن يضحي بإحدى الجهتين لعجزه عن إرضائهما معاً في وقت واحد، وهما أمران أحلاهما مر، وأنت الحمد لله قد عشت زوجتك مع أهلك سنة كاملة، وبلا شك قد أخذت زوجتك انطباعاً عن والدتك وكذلك الوالدة، ورغم أنكما الآن تعيشان بعيداً عن أهلك إلا أن زوجتك حريصة على عدم تدخل أمك حتى ولو بالنصح والتوجيه، وليست على استعداد أن تقبل منها شيئاً، فحتى تريح نفسك أقترح عليك بأن تجعل كلام والدتك معك أنت شخصياً ولا تخبر به زوجتك، أو أن تعرض وجهة نظر والدتك – ما دامت صائبة ومناسبة – على أنها وجهة نظرك أنت ولا تحاول أن تشير إلى أمك من قريب أو بعيد حتى تغيظ شيطان زوجتك وتجعله يخسأ ولا يجد فرصة لإفساد حياتكم، وحاول أن تلعب دور المصلح بينهما بأن تنقل سلام أمك لزوجتك والعكس ولو لم يحدث ذلك – فهذا جائز في مقام الإصلاح واجتهد في الدعاء لأهلك بصلاح النفوس وهدوء البال، وأبشر بفرح من الله قريب.
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً