السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب مسلم متوسط التدين أحب الله ورسوله، وأتوجه إلى الله في كل شأني، وأدعوه دائماً أن ييسر لي أمري ويشرح صدري ويحميني من كل سوء، وقد تغربت عن أهلي للدراسة، وعانيت من ألم الغربة وهمها، وما كان يواسيني في غربتي إلا الدعاء وبعض الأصحاب متوسطي التدين مثلي.
وكان من أكبر همومي ما ابتلاني الله به من الخوف من المرض أو وساوس المرض، فكانت تمر بي مواقف أتصور فيها انتقال عدوى مرض خطير لي بسبب إهمال مني أو بفعل فاعل، فكنت أدفع هذه الوساوس بالدعاء قدر المستطاع، وأعمل جاهداً على طمأنة نفسي برحمة الله وحمايته للمؤمنين، وأن الله سبحانه وتعالى يجيب المضطر إذا دعاه، فكيف بمن تغرب في سبيل طلب العلم، وكنت أتحين مواضع استجابة الدعاء في ساعة الإفطار في رمضان وآخر ساعة من نهار يوم الجمعة وحين سفري إلى أهلي، وكنت أحافظ على دعاء الخروج من المنزل، كان ذلك كله إلى حد ما يخفف عني ولكن لا تلبث أن تعود هذه الوساوس مرة أخرى وأدخل في دوامات جديدة من التفكير الوسواسي.
وتخرجت بعد ذلك وعدت إلى أهلي، ولكن هذه الوساوس بقيت تراودني ولا زلت أعالجها بالدعاء كلما زادت شدتها، فهل عندما يبتلي الله الإنسان ببلاء ما مثل الغربة يُذهب عنه بهذا بلاء أكبر منه؟ وهل للإنسان رصيد من الدعاء عند الله يفيده في حياته المستقبلية؟ وهل يكفي دعائي هذا لدفع القدر السيئ عني؟!
علماً أنني صرت أبحث في كتب السنة عن كل ما يتعلق بالقضاء والقدر والدعاء وأحوال استجابته والبلاء وما يدفعه، ولكني مع كل هذا غير مطمئن لحالي.
أفيدوني وجزاكم الله خيراً.