السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة مسلمة، غير محتجبة، وذلك من خوفي أن لا أكون في المستوى المطلوب في الأخلاق، فالحجاب بالنسبة لي قمة في الأخلاق والسلوك، ثم لباس شرعي، فأنا أرى نفسي غير أهل له، فماذا أفعل؟!
السلام عليكم
أنا فتاة مسلمة، غير محتجبة، وذلك من خوفي أن لا أكون في المستوى المطلوب في الأخلاق، فالحجاب بالنسبة لي قمة في الأخلاق والسلوك، ثم لباس شرعي، فأنا أرى نفسي غير أهل له، فماذا أفعل؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Lamia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرجو أن تصعدي للقمة، ولا تعيشي بين الحفر، فإنك خلقت لغاية عظيمة، قال تعالى: ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ))[الذاريات:56]، فأنت يا فتاة الإسلام قدوة وقائدة لا مقودة، وقد صدق من قال:
أرأيــت أمتنــــــــا بــدون حضــــــــــارة حتـــــــى أتيـــــت لنا بشرْعَــــةِ وِلْيـمِ
وتبعت ماري في جميـــــــــع خصالها وخرجت سافـــــــــرة كأن لم تعلمــــي
لن تستوي من كانت الزهراء قدوتها بمن تقفّت خطــــــــى حمّالـــة الحطب
وأرجو أن تعلمي يقيناً أن هذه الفكرة من عدوك الشيطان الذي يغضب إذا تحجبت، ويندم إذا تبت، ويبكي إذا سجدت لله، فعاملي عدوّك بنقيض قصده، وسارعي بالتمسك بالحجاب، فإنه شريعة ربنا التواب، وبه يحفظ الله الفتاة من الذئاب، وهو للفتاة كالغطاء للحلوى، وإذا فقدت الحلوى غطاءها أصبحت عرضة للذباب والجراثيم، وإذا نزعت الفتاة حجابها أصبحت عرضة للأعين الجائعة والنفوس المريضة.
أرجو أن تعلمي أن الحجاب من الأخلاق الفاضلة، وأن المؤمنة ليس لها خيار في هذه المسألة؛ لأن الله سبحانه يقول: ((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا...))[الأحزاب:36]، ورحم الله نساء الأنصار ما كاد قول الله تبارك وتعالى ينزل إلا أسرعن إلى الطاعة، قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ))[الأحزاب:59] إلا بأنهن العفيفات الطاهرات ((فَلا يُؤْذَيْنَ))[الأحزاب:59]، فالحجاب دين ورمز وهوية، والذي فرض الصلاة هو الذي فرض الحجاب.
هذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بضرورة طرد هذه الوساوس والأفكار السالبة، فإن الذي يعرف الحق ينبغي أن يسارع إلى التمسك به، فلا يمنعك إساءة بعض المتحجبات من ارتداء الحجاب، واعلمي أنه لا تزر وازرة وزر أخرى، ويؤسفنا أن تسيطر هذه الشبهة على بعض فتياتنا حتى وجدت من تقول: هل الأفضل أن أكون متحجبة وسيئة الخلق أم أكون حسنة الخلق وغير محتجبة؟
لا شك أن الإجابة النموذجية تكون بضرورة أن تجعل المتحجبة حجابها بالآداب والأخلاق، وأن تكمل صاحبة الخلق الحسن الخير الذي عندها بلبس الحجاب، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، وهذا تعبيرنا عن سعادتنا بتواصلك مع موقعك.
وبالله التوفيق.
و نعم القول فتلك هي الفتاة المنيرة في حياة مظلمة مليئة بالذئاب و ستكون ان شاء الله و بإذنه من الذين يظلهن الله يوم لا ظل الا ظله