الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما أسس وصول الشاب للفتاة التي يريدها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب أعاني من فراغ عاطفي شديد، حيث لا أجد من أحبها وتحبني، رغم أني صاحب مشاعر وأحاسيس مذهلة، وهذا يُشعرني بالكبت العاطفي، ويجعلني أنظر وأحملق في كل الفتيات والنساء في كل مكان ليس بغرض الشهوة الجنسية وإثارتها، ولكن أبحث عن الحب الحقيقي الذي يدفع الإنسان إلى الأمام لعلي أراه وأحسه في فتاة ما أو حتى امرأة أرملة أو مطلقة، وأسبح كثيراً في بحار أفكاري، وأتخيل أني أحببت فتاة وتزوجتها وأعانتني على طاعة الله ورسوله، وتحولت من عاصٍ إلى إنسان صالح.

وكل هذا بسبب أني لقيت من تحبني حباً صادقاً في الله، علماً بأني لا أستطيع الزواج بسبب ظروفي المادية لأنها منهارة، فهل كل ما قلته لكم حرام علي فعله أم حلال، وهل من حل شاف لحالتي؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمادة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن مشكلتك الأساسية هي أحلام اليقظة المتعلقة بفتاة المستقبل، والمنهج الذي تنتهجه في البحث عن من تحب ليس هو المنهج الصحيح -مع احترامنا لمشاعرك-، فإن الشاب الذي يريد أن يصل للفتاة التي تقدره وتوقره وتحبه يجب أن يكون في نفسه وقوراً، ويجب أن يكون ملتزماً، فهذه أسس أساسية لكي يصل الإنسان للفتاة التي يريد أن يحبها وأن تحبه وأن يتخذها زوجة في المستقبل.
ولا شك أن عواطفك هي عواطف سلبية ويجب أن تعرف ذلك، فإن هذا المنهج الذي تنتهجه ناشئ من عواطف سلبية، وهذه العواطف السلبية بالرغم مما ذكرته من أنك تشعر بالكبت وخلافه فلا يوجد أي نوع من الكبت، إنما هي عواطف وجدانية سلبية، والعواطف الوجدانية السلبية تصحح عندما يرجع الإنسان إلى واقعه وأن يكون منطقياً في تفكيره وعلى ضوء ذلك يستطيع أن يصحح مساره.

ومن حق أي رجل وشاب أن يبحث عن الفتاة التي يجد معها السكينة والمودة والرحمة حين يتخذها زوجة، ويجب أن يكون جاداً في البحث عن هذه الفتاة، فلا يبحث عن فتاة لمجرد التسلية أو لقضاء الوقت أو للتلاعب ببنات الناس، فهذا لا يجوز وهو مرفوض.

فأحلام اليقظة يجب أن تخفف منها وذلك بأن تكون واقعياً في تفكيرك، فبعض علماء النفس يقول أنه لا مانع من درجة بسيطة من أحلام اليقظة؛ لأن أحلام اليقظة بدرجة بسيطة أو معقولة تحسن من دافعية الإنسان وتجعله متطلعاً ومتفائلاً وتحرك طاقاته وإمكانياته النفسية الداخلية من أجل الإنجاز.

إذن أترك في نفسك جزءا بسيطاً من هذه الأحلام، وهذا يمكن أن يكون بالتأمل في زوجة المستقبل، والتأمل في زوجة المستقبل يكون عن طريق أن تسأل الله تعالى أن يرزقك الزوجة الصالحة، وعليك أن تبحث عن ذات الدين، فهذا يجب أن يكون هو شرطك الأول.
يأتي بعد ذلك الحل الجذري وهو أن تتزوج، وبالرغم من أنك قد ذكرت ظروفك المادية وأنها منهارة، ولكن أعلم أن الزواج في حد ذاته هو سبب حتمي لإزالة الفقر وضيق ذات اليد، يقول الحق عز وجل: (وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)، [النور:32].

فالزواج وسيلة من أجل يُسر العيش -بإذن الله- وتوجد الكثير من جمعيات البر والإحسان التي تشجع الزواج الجماعي بين الشباب، فابحث عن هذه الجمعيات وسجل اسمك ومن خلالها يمكنك أن تتزوج، وهذا ليس اقتراحاً خيالياً، إنما هو اقتراح واقعي وسليم، فأنت الآن على أعتاب نهاية الحياة الطلابية، وبعد أن تنتهي من دراستك يمكنك أن تتزوج، ولا مانع أن تتزوج حتى أثناء دراستك إذا كان ذلك ممكناً.

ولا بد أن تترك حيِّزاً في تفكيرك للأمور الحياتية الأخرى: التفكير في الدراسة والجدية في ذلك، والتواصل الاجتماعي، وممارسة الرياضة، وأن تكون فعّالاً، فلا تترك لنفسك الفراغ الذي يجعلك منغمساً ومسترسلاً في هذه الأفكار، فيجب أن تربط نفسك بالواقع، نحن لسنا ضد العواطف والوجدان من هذا النوع، ولكن لابد أن تكون منضبطة ومقننة ولا بد أن تكون واقعية، نسأل الله لك التوفيق والسداد، وجزاك الله خيراً على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.

وفقك الله لكل خير، ورزقك الزوجة الصالحة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً