السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب في العشرين من عمري، أعاني من نوع غريب قليلاً من الفراغ العاطفي، حيثُ إنّي لا أشعر بالوحدة أو الاكتئاب، وأعلم أهدافي جيّداً، وأعلم كيف أملأ وقتي بما هو نافع.
المشكلة هي أنّي أشعر دائماً بأنّي أحتاج لفتاة في حياتي تحن علي وأحن عليها، تطمئن علي، تخاف علي، وتبادلني المحبّة، وهذا للأسف يجعلني لا إراديّاً أتقرَّب من الفتيات في مجتمعي، سواء أكانوا في نفس مكان دراستي أو من أقاربي، أو غير ذلك ما دام في ذلك المكان أي فرصة لمقابلة الفتيات والتفاعل معهم.
الحمد للمولى، فحتّى الآن، ومع كون مجتمعي مليئا بالفتيات غير الملتزمات، ومع كثرة فُرص حدوث ارتباطات وعلاقات مُحرّمة، بالإضافة إلى أنّي لا أخجل من الفتيات أبداً، فقد أبعد الله عني هذه الارتباطات جميعها بشكل يكاد العقل لا يصدّقه، حتّى أنَّ بعضها كانت فرص حدوثها كبيرة، فالحمد لله دائماً وأبداً.
أعلم أنَّ الحل لمشكلتي هو الزواج، ولكن هناك مشكلتان لذلك، أولاً: ما زلت بعيدا عن القدرة المادّيّة اللازمة للزواج، فأنا ما زلت في مرحلة الدراسة، وقد يلي ذلك - والله أعلم - سنوات من العمل قبل استطاعتي أن أتزوَّج.
ثانياً، والتي قد تلازمني مدى حياتي: هي أنَّ صفات الفتاة التي أريد تكاد تكون شبه مستحيلة لأن توجد، فالكثير من الفتيات في وقتنا الحالي همّهن فقط إمّا إبراز أنفسهن أمام من حولهن سواء من النساء أو الرجال، وذلك يكون عن طريق المبالغة في اللبس والمكياج والحلي، وهذا مما أكرهه جدّاً في الفتيات، أو ببساطة أن تكون الفتاة ذات أنوثة زائدة تجلها كثيرة الدلع. الفتاة التي أريدها زوجةً لي - إن شاء الله - تخاف الله كل الخوف، تسعى لمرضاته، كأن تكون هي التي تريد أن تستر على نفسها بالحجاب لا أن يجبرها أحد على ذلك.
كما أنّي أريدها قويّة جسديّاً (كأن تمارس الرياضة) ومعنويّاً، صلبة، ذكيّة، وتعرف كيف تتصرَّف، كالنساء المسلمات أيّام رسولنا الكريم -عليه الصلاة والسلام-، واللواتي شاركن في بعض المعارك، وأيضاً تكون في نفس الوقت تعطف على اللذين تحبّهم وتهتم ﻷمرهم، كما لا أريد أن أتزوج بفتاة همّها الضحك والقيل والقال، بل عاقلة.
وأخيراً أن تكون جميلة جمالاً طبيعيّاً، لا تحتاج لأن تملأ وجهها بالمكياج أو إجراء عمليّات التجميل، فهذا من الجمال المؤقّت الزائف والذي سيزول عاجلاً أم آجلاً.
من الجدير بالذكر أنَّ علاقتي مع أهلي ليست علاقة ودّ وحنان، كما أنّي لا أملك الأصدقاء الذين يمكن أن أثق بهم وأعبِّر عن مشاعري لهم، فذلك قد يزيد من الفراغ العاطفي الذي أعانيه، والله المستعان.